باقى من الوقت

تجربة تأثير المتفرج أو متلازمة جينوفيز

تجربة تأثير المتفرج أو متلازمة جينوفيز

في ليلة هادئة من أواخر ليالي شتاء نيويورك الباردة عام 1964 وأمام 37 شخصا من الجيران، هاجم رجل غريب "كيتي جينوفيز" وباغتها بطعنات من سكين كان يحملها دون أن يكلف أحدا من المارة نفسه بمساعدتها أو محاولة إنقاذها الكل يقف منتظرا المبادرة من الآخر إلى أن توفيت كيتي متأثرة بجراحها!

وهذا ما نراه اليوم من اللامبالاة في شوارعنا حين وقوع حادث أو مشاجرة والوقوف في مكان المتفرج على الأحداث دون أن يكلف أحد نفسه فض النزاع أو المساعدة أو حتى الابتعاد عن مكان الحدث ليسمح للآخرين بالمساعدة، وأقصى ما يفعله رفع عدسة كاميرته تجاه الحدث فيما يسمى بـ "سلبية المارة" أو متلازمة جينوفيز نسبة إلى القتيلة.

إقرأ أيضا: أسطوانة التنويم الإيحائي - نهاد رجب

هذه الحادثة لغرابتها أذهلت علماء النفس وجعلتهم يكثفون دراساتهم على سلوكيات البشر الغامضة التي تدعو للحيرة، ومنهم جون دارلي وبيب لاتنيه اللذان قاما بدراسة سلبية المارة لمعرفة الأسباب التي تدفع البشر إلى عدم الاكتراث عند مرورهم بشخص يحتاج إلى المساعدة، وأظهرت النتائج أن ذلك قد يكون بسبب الغموض وعدم وضوح سبب وقوع الحادثة أو وقوع الحدث في مكان لا يعرفونه، أو المظهر الاجتماعي للشخص الذي طلب المساعدة!

الحادثة لغرابتها أذهلت علماء النفس

والحكم على الشخص من شكله يقودنا إلى دراسة أخرى جرت عام 1939 أجراها الدكتور كينيث كلارك وزوجته، على أطفال من العرق الأسود. تقوم فكرة هذه التجربة بوضع دميتين إحداهما بيضاء والأخرى سوداء أمام الأطفال وطرح أسئلة محددة عليهم كـ: ما الدمية المفضلة لديك؟ ما الدمية التي تحب أن تلعب معها؟ ما الدمية التي تبدو شريرة؟

أظهرت نتيجة التجربة أن غالبية الأطفال فضلوا الدمية البيضاء على تلك السوداء وهذا رد فعل غريب، حيث إنهم من أصحاب البشرة السوداء وهذا دليل على ما يفعله الرأي الجمعي بنا.

إقرأ أيضا: التنويم الإيحائي والإسترخاء - أ.خليفة الزعابي

وسلوك البشر هذا حتى ضد أنفسهم دفع العلماء لمزيد من الدراسات على النفس البشرية.. سلوكها وطبائعها التي قد تصدمك وتتدرج من الانصياع التام إلى العدائية والقتل دون رحمة أحيانا، ففي عدة تجارب لدراسة "تأثير الجماعة على الفرد" أجراها العالم النفسي البولندي سولومون أش وسميت باسمه، بينت بشكل مذهل الأثر العظيم الذي يحدثه رأي الأغلبية في التأثير على الفرد وبالتالي على المجتمع ككل!

فالضغط الذي تحدثه المجموعة على الفرد الذي يحمل أفكارا مختلفة أو شاذة عنها يدفعه إلى عمل الفعل نفسه أو اعتناق الفكر نفسه الذي كان يرفضه وتتبعه المجموعة لينضم إليها ويجاريها!

فيديو يوضح هذه التجربة:


المصدر هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا مسبقا على إبداء رأيك ونشره في التعليقات
وشكرا أيضا على مشاركتك الموضوع مع أصدقائك

التنويم بالإيحاء من أقوى التقنيات العلاجية في وقتنا الحاضر. تعلم معنا طرق وتقنيات إتقانه

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :




مجلة التنويم بالعربي - العدد الثاني

«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكم...

إشترك على صفحتنا

المواضيع الأكثر قراءة