باقى من الوقت

تجربة روزنهان - التجربة التي أحرجت المجتمع الطبي

 تجربة روزنهان

هل تعتقد أن كل المرضى الموجودين في المصحات العقلية هم فعلا مجانيين أو على الأقل يعانون من مشاكل نفسية تستدعى حجزهم بالمستشفى؟؟؟؟ وهل تشخيص الأطباء النفسيين دائما يكون صحيح وعلى صواب؟؟؟

هذا ما خطر في عقل الطبيب النفسي الأمريكي ديفيد روزنهان. ففي سنة 1973 قامت مجلة علمية بنشر مقالاً بعنوان "أن تكون عاقلاً في مكان للمجانين" يتحدث عن التجربة العلمية التي قام بها روزنهان للإجابة على تساؤله هذا. فهدف التجربة كان هل يستطيع الأطباء النفسيين تشخيصر حالة المريض ومعرفة هل هو حقا يعاني من مشاكل نفسية تستدعي حجزه في المستشفى أم لا.

إقرأ أيضا: تجربة ميلغرام لفهم سيكولوجية الإنصياع والطاعة

جمع روزنهان مجموعة من أصدقائه الأطباء واتفق معهم على الذهاب لعدة مصحات نفسية وادعاء المرض، وطلب منهم أثناء الكشف أن يبدو عرض واحد وهو أنهم يسمعوا أصوات غير موجودة. وكانت النتيجة بأن تم حجز جميع الأطراف بمن فيهم روزنهان نفسه. وعبثا حاولوا اقناع الأطباء بأنهم أصحاء وأنهم يقومون بتجربة فقط لكن لم يصدقهم أحد. والغريب أن المرضى النفسيين الموجودين بالمصحات كانوا متأكدين بأنهم ليسوا مجانين وبأنهم أشخاص مندسين لمراقبتهم والتجسس عليهم، وقد بلغوا الأطباء والممرضين لكن لم يصدقهم أحد.

لم يخرج روزنهان وأصدقائه من المصحة إلا بشق الأنفس

ولم يطلق سراحهم إلا بعد شهرين تقريبا. وهذه التجربة كانت ضربة موجعة لأطباء النفس والمصحات النفسية. هنا خرجت إحدى المصحات وقالت أن مثل هذه الأخطاء قد تقع، وتحدث روزنهان أن يرسل ما يشاء من المرضى المزيفين خلال الشهر القادم وستقوم المصحة بالتعرف عليهم.

إقرأ أيضا: تجربة سجن ستانفورد - من اغرب التجارب في التاريخ!

قبل روزنهان التحدي وبعد مرور الشهر خرجت إدارة المستشفى متباهية بأنها استطاعت تمييز 41 مريض مزيف أرسلهم روزنهان. لكن هنا تلق مجتمع الطب النفسي ضربة قاضية أخرى وهي أن روزنهان صرح أنه لم يرسل أحد للمصحة وبأنهم قد أطلقوا 41 مريض حقيقي.

بعد التحدي تم اكتشاف إطلاق 41 مريض حقيقي

من هذه التجربة يتضح أن علم النفس لازال يتخبط في ماهي الأسس الصحيحة التي يتم بها الكشف عن المرضى ومن يعاني فعلا من المرض النفسي. والغريب والطريف في نفس الوقت أنه قد أجري كشف نفسي للشعب الأمريكي عن طريق الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الأطباء، وكانت النتيجة أن أكثر من 51% من الشعب الأمريكي مجنون.

فيديو يوثق التجربة:

تجربة ميلغرام لفهم سيكولوجية الإنصياع والطاعة

تجربة ميلغرام لفهم سيكولوجية الإنصياع والطاعة

في محاولة منه لفهم حجم وكمية العنف الذي مارسته البشرية إبان الحربين الأولى والثانية، أجرى عالم النفس في جامعة ييل ستانلي ميلغرام تجربة نفسية اجتماعية، ليوضح على ضوئها كيفية انصياع الناس لشخص السلطة، حتى وإن كان في هذا الانصياع والطاعة ما يتناقض مع مبادئهم وضمائرهم.

تجربة ميلغرام هذه بدأت في يوليو 1961، وبعد ثلاثة أشهر من محاكمة مجرمي الحرب من النازيين.

السؤال الذي طرحه ميلغرام في تجربته تلك هو عما إذا كان هناك إحساس مشترك بأخلاقية تلك الجرائم عند الذين تورَّطوا بها، ليصل بعدها إلى نتيجة أن أولئك المتورِّطين كانوا يتبعون الأوامر، بغض النظر عن مخالفتها أو تعارضها مع ما يؤمنون به من أخلاق وقيم. التجربة تكررت أكثر من مرة، وفي أكثر من مجتمع. ومع ذلك جاءت نتائجها متقاربة جداً.

إقرأ أيضا:  تجربة روزنهان - التجربة التي أحرجت المجتمع الطبي

التجربة تشمل ثلاثة مشاركين: يجلس الرّئيس والمعلّم "المتطوْع" في نفس المكان، ويجلس التلميذ في غرفة أخرى على أن يتمكّن المعلّم من سماعه كما نشاهد في الصّورة، يقرأ المعلّم على التلميذ مجموعة من المفردات ويطلب إليه حفظها، ثمّ يبدأ بسؤاله عنها وهذه هي النّقطة الحاسمة من الاختبار، فعند كلّ خطأ يقع فيه التّلميذ على المعلّم أن يستخدم بشكل متصاعد جهاز للصعق الكهربائيّ تتراوح شدّته بين 30 إلى 450 فولت.

تجربة ميليغرام

في الواقع جهاز الصّعق الكهربائيّ لا يعمل ولكنّ التّلميذ يمثّل الإصابة بالتّزامن مع أصوات صراخٍ مسجّلةٍ مسبقًا، ومع ارتفاع الفولتيّة يبدأ التّلميذ بضرب جسده في الحائط والشكوى من مرض في قلبه، هنا أتوقّف لأسأل نفسي وأسألكم: هل يمكن لي أو لك أن نستمرّ بإجراء تجربةٍ نمارس فيها مثل هذه القسوة على إنسان بريء مقابل 20 دولار؟

في الظّروف العاديّة نحن ندّعي الطيبة والمثاليّة، ولا نتصوّر بأنّنا – أو أيّ شخصٍ عاقل – يمكنه فعل ذلك، لكنّ نتائج اختبار ملغرام أثبتت أنّ الكثير من النّاس قادرين على الاستمرار في تجربة مخيفة كهذه بدمٍ بارد، فحوالي 65٪ من المشتركين وصلوا إلى الدرجة الأقصى من الفولتية، 450 فولت. بل إنّ بعض المشاركين أظهر متعةً بسماع أصوات صراخ الضحيّة!

إقرأ أيضا: تجربة سجن ستانفورد - من اغرب التجارب في التاريخ!

في هذه التّجربة أثبت ملغرام كيف يقع النّاس في الجريمة والعنف إذا أصبحوا متبوعين وأُقنعوا بألاّ ذنب لهم في الأمر، فكلّما أظهر أحد المشتركين تردّده في الاستمرار كان الرّئيس يستخدم معه ألفاظ تحفيزيّة تُخلي مسؤوليته ممّا يفعل، تصوّروا أنّ 100٪ من الرّجال لم يظهروا عزمًا على عدم الاستمرار قبل 300 فولت!؟؟؟؟؟

يفسر ميلغرام نتائج تجربته بأنها تشرح كيف أنه بإمكان أي مواطن عادي أن يسبب آلاماً لأشخاص قد لا يعرفهم، لسبب بسيط، وهو أنه يتلقى الأوامر من المسؤول عن التجربة، فما نحن إلاّ موظّفون/أتباع/مسيّرون... وبأن درجة انصياع الأفراد لأوامر السلطة هي مسألة تتطلب بحثاً وتفسيراً قد يُلقي الضوء، ولو قليلاً، على ما تشهده البشرية من قتل ودمار وعنف بأيدي بشر يشاركونهم الهواء والأرض.

تجربة ميلغرام هذه تستطيع أن تشرح لنا الأسباب التي تجعل جنوداً من الجيش السوري يقصفون أهلهم وأرضهم، وأيضاً نستطيع على ضوئها أن نفهم ممارسات الطغاة تجاه شعوبهم، أمثال هتلر و وستالين ... وغيرهم.

فيديو يوثق التجربة:


تجارب نفسية مثيرة تكشف عن طباع غريبة وعدائية فينا

تجارب نفسية مثيرة تكشف عن طباع غريبة وعدائية فينا

في كل مرة يخرج لنا علماء النفس وبتجارب ونظريات قد تكون في أحيان كثيرة جد صادمة لنا ولا يمكن أن نتوقعها خاصة منا. تجارب تحفر وتغوص في أعماق مكنوناتنا النفسية بعيدا عن الأنظار ولا تبرز إلا في أوقات معينة وتحت ظروف خاصة، كأنها وحش كاسر ينتظر في صبر الإنقضاض على فرسيته.

في هذه المقالة سنتطرق لعدة تجارب قام بها علماء نفس لصبر أغوار النفس البشرية وكشف بعض من أسرارها الدفينة. والتي تصيب المرء بالشفقة مرة والهلع والخوف مرات أخرى.

سنكتشف معا ما السبب في زيادة العنف في مجتمعاتنا وما سبب التباث على مواقف خاطئة والدفاع عنها رغم أنها خاطئة، وما المبرر الذي يجعل المرء يقتل الناس ببرودة دم وتلذذ في فعل ذلك. كل هذا والمزيد ستكتشفه عبر سلسلة مقالات سيثم وضع روابطها هنا.

كيف ينساق البشر في قطعان كالخرفان

فقراءة ممتعة ودعواتي لك أن تستوعب ما جاء فيها وتلاحظ كيف ينساق البشر في قطعان كالخرفان وهم أصلا لا يدرون ما يفعلونه.

روابط وعناوين المقالات

تجربة ميلغرام لفهم سيكولوجية الإنصياع والطاعة
تجربة دمية كلارك
تجربة سجن ستانفورد - من اغرب التجارب في التاريخ!
تجربة تأثير المتفرج أو متلازمة جينوفيز
تجربة سولومون آسش - تأثير الجماعة على الفرد
 تجربة روزنهان - التجربة التي أحرجت المجتمع الطبي

كيفية التنويم المغناطيسي؟ الحقيقة والطريقة

كيفية التنويم المغناطيسي؟ الحقيقة والطريقة

استيقظ !

ليس " التنويم المغناطيسي " أن تكون فاقداً للوعي!

كمدرب " تنويم مغناطيسي " أتلقّی دائماً أسئلة عن " التنويم المغناطيسي "، وقد بينت لي أنه ما زال الكثير من الناس ( منومين مغناطيسياً ) بدعايات سلبية وسيئة الفهم لـ " التنويم المغناطيسي "، قد سمحوا لأنفسهم بأن يتأثروا بها. أفكارهم الخاطئة حول " التنويم المغناطيسي " والانطباع الذي لديهم بأن فقط بعض الناس يمكن أن يُنوَموا مغناطيسياً دليلان علی قوة " التنويم المغناطيسي " وآثاره المستديمة.

يقوم العديد من مؤديي التنويم مع بعض الثقافات والعقائد المختلفة بمهمة المعالجة بـ " التنويم المغناطيسي " بشكل لا بأس به. بينما يتولی بعض الأطباء والمعالجين والمدربين المتخصصين تقوية مرضاهم وعملائهم بهدوء ليتجاوزوا أو يدبروا أمراضهم غير القابلة للعلاج.

تعريف التنويم المغناطيسي  : 

" التنويم المغناطيسي " كتعريف في إطار سريري هو حالة طبيعية للاسترخاء الفيزيائي والعقلي حيث يكون وعي الشخص مرتفعاً. قد جرّب كل شخص هذه الحالة عدة مرات في حياته، هي حالة يعيشها معظم الناس علی أقل تقدير بشكل موجز عند البدء بالنوم أو عند الاستيقاظ منه.

الشخص المتدرب علی التنويم الذاتي قادر علی الحفاظ علی هذه الحالة وأثناء حالة العقل الحسية سهلة التقبل هذه يؤكد عبارات حول هدف محدد أو يتخيل نتائجه المرجوّة.

التوكيدات أو صور الدماغ التي تصنع في حالة استرخاء عميق توجه " عقلك الباطن " إلی هذه النتائج.

عقلك الباطن و التنويم المغناطيسي


عقلك الباطن و التنويم المغناطيسي

عقلك الباطن هو مجموع ذكاء كل خلية في جسدك ، هو كل ما لا تعيه بينما تركز علی المهم في حياتك اليومية. في الواقع، عقلك الباطن ( اللاواعي) ليس غير واعٍ ، إنما عقلك الواعي فقط هو غير واعٍ لما يعيه عقلك الباطن. يُعتبر التنويم المغناطيسي أيضاً حالة بديلة لما أنت فيه الآن. وهذا ما يجعل من كل حالة حالة " تنويم مغناطيسي " ممكنة. يعيش بعض الناس حياتهم منومين مغناطيسياً بهيئة دماغ مَن يتعاملون معهم في حياتهم اليومية.

جلسة معالجة " التنويم المغناطيسي " لهؤلاء الناس هي أكثر ما تكون لإزالة تنويمهم المغناطيسي وإيقاظهم إلی أنفسهم الحقيقة. احلام اليقظة واحدة من حالات " التنويم المغناطيسي " حيث نصنع ارتباطات داخلية مع التجارب الخارجية (في الماضي أو الحاضر أو المستقبل). قد تكون جربت البدء بحلم يقظة والخروج منه بفكرة رائعة، هذا لأن " عقلك الباطن " قد جمع تلك الفكرة من مخزنك الداخلي الواسع للمنابع الداخلية وأحضرها إلی إدراكك.

التنويم المغناطيسي و تغيير الحالة النفسية 

هناك حالات "تنويم مغناطيسي" بعيدة عن كونها بحالة استرخاء عميقة (تامة). علی سبيل المثال تجارب الانجذاب لثقافات قبلية متنوعة ومعالجين تقليديين. يتبع الناس كل أنواع الطرق ليغيروا حالتهم النفسية، ولسوء الحظ فإن من بعض هذه الطرق استخدام مواد تحفز حالة مصطنعة قد تؤذيهم. المعلنون عارفون جيداً بربط منتجهم مع بعض التجارب الحسية والعاطفية. لذلك عندما تمر بالمنتج في المخزن، تدخل تلك الحالة و لا تشعر بعد ذلك إلا والمنتج أصبح في سلتك.

والبعض عمل تنويماً مغناطيسياً جيداً عليك بحيث أنك ماتزال تشتري منتجهم لسنوات عدة تالية بدون أن تسأل نفسك ما اختيارك.

أقوى تجارب التنويم المغناطيسي

أقوى تجارب التنويم المغناطيسي

واحدة من أقوی تجارب التنويم المغناطيسي التي خضتها سابقاً كانت في كنيسة الإنجيل في هارلم في نيويورك . أذكر جيداً دخولي لتلك الكنيسة. غنت الفرقة لتضبط المزاج، بعد ذلك بدأ القس خطبته، ومع أنني لا أذكر محتواها بإدراك، ما تزال ترن في أذنيّ قدرته المتعمقة علی أن يخفض النغمة ويعلي صوته ( هذا ما يُدعی السيطرة الخفية في التنويم )، مما جعل الناس يقومون من مقاعدهم ويشكرون الله. استمرت الفرقة بعد ذلك ثانية بأغنية قوية وممتعة ، والقس يغني معهم والناس يلوحون بأيديهم في الهواء مستغرقين بالأغنية. وبعد ذلك قلب القس صوت ونغمة فرقته وأصبح جو الكنيسة مبتهجاً جداً ومُثمِل بشكل رائع بحيث أن رغبتي الوحيدة كانت أن أتعمق وأدخل في العبادة. اندمج بعد ذلك القس والأغنية بأداء أدوار أروع وشعرت بدفعة قوية من المشاعر الإيجابية.

لو كانت هناك فرصة حيث يكون الشيء الصحيح هو اتخاذ قرار مفاجئ حول التزاماتي الدينية لكانت هذه هي تلك الفرصة. عند تلك اللحظة تماماً مُرّرت علينا أواني التبرع، فتبرّع ساكني المعبد وزوّاره مثلي أنا بما لدينا. عندما أتذكر تلك التجربة الرائعة، أشعر بأنها كانت تستحق دفع المال حقاً.

حالات التنويم المغناطيسي

ليست كل حالات التنويم المغناطيسي رائعة، الناس الذين يكابدون استغراقهم بالاكتئاب والحزن في حياتهم جيدون جداً بتذكير أنفسهم بأن يكونوا بهذه الحالات التي لا فائدة منها. هم يقومون بهذا لأنهم يستفيدون منه إلی حد ما ، إنهم كالطفل الذي تعلم أن البكاء يجذب إليهم نوعاً من الاهتمام، ولذلك يتبعون استراتيجية لجذب الانتباه. لا يزال العديد من البالغين يستعملون استراتيجياتهم الطفولية من غير وعي من خلال التحدث المستمر السلبي إلی أنفسهم ، ما يشعرهم بشعور سيء.

في ماذا يساعدك التنويم المغناطيسي؟

يساعدك التنويم المغناطيسي علی التعرف علی هذه البرامج المقيدة، وإعادة برمجة عقلك الباطن بطرق أكثر فعالية. عندما يأتيك فجأة حلّاً لمشكلة، من أين أتی هذا؟ قد خمنتوه ! إنه العقل الباطن.

لذلك بإمكانك أن تتخيل الفائدة الهائلة لتعلّم توليف وفهم عمل ذكائك الأعلی الداخلي.حالات التنويم المغناطيسي الاسترخائية والتأمل طريقتان مفيدتان لتحقق ذلك.

ينبغي عليك حقاً أن تتعلم أن تثق بـعقلك الباطن، فهو يعرفك بشكل أفضل بكثير مما أنت تعرف نفسك” ميلتون. ايركسون .

التنويم المغناطيسي و العلاج بحالة الوعي

مازال بعض متخصصي الرعاية الصحية ومدربيها وناصحيها لا يقدرون بشكل كامل أن كل هذا التصرف والتعلم والتغيير يتحكم به العقل الباطن. هم يعتمدون كثيراً علی العلاج بحالة الوعي من خلال طرح الأسئلة والتحليل وإلقاء المهام. ذلك كأن تحاول توجيه قطار بأن تطلب من شخص في العربة الأخيرة أن يغير اتجاه كامل القطار، ببساطة لن يفلح.

عرف علم الأعصاب أن الوظيفة اللاواعية تسبق الإدراك الواعي، وهذا يعني أن معظم إن لم تكن كل القضايا كالافتقار إلی التأمل، والتأجيل والتردد وتضارب الأولويات والإرباك وبرود الهمة وقلق الأداء ، كلها نتيجة تفاعلات اتوماتيكية ( لاواعية ) ، وهي أشكال تحدث قبل الإدراك الواعي. لذلك فإن عمليات النصح والتدريب التي تتداخل بالتنويم الحاصل عن طريق المحادثة ، من الممكن أن تكون أكثر فعالية بجعل عملائها قادرين علی الشفاء والتغيير بشكل أسرع وأكثر استمراراً.

التنويم المغناطيسي الذاتي

التنويم المغناطيسي الذاتي 

أؤمن بأن التنويم المغناطيسي الذاتي وسيلة ضرورية في العلاج وتطوير الشخصية وتحسين الأداء. وقد استُعمِل بشكل واسع بهذه المجالات لكنه لا يُعتمد بسبب الشبهات المرتبطة به. بالنهاية كل التنويم المغناطيسي ما هو إلا تنويم ذاتي ، يسهّل المنوم العملية فقط. إنه اختيارك أنت أن تندمج معه وتحصد الفوائد أم لا؟.

يعتقد بعض الناس أن التنويم المغناطيسي هو دخول في حالة مثل النوم حيث تصبح غير مدرك للأوامر الملقاة إليك. هذا بعيد عن الحقيقة، لا يمكن لأحد أن يجعلك تستجيب لرغباته ( بغض النظر عن حالتك ) ما لم تكن تروق لقيمك بطريقة ما. بحالة التنويم المغناطيسي ، تصبح علی تزامن مع قيمك، مما يقودك إلی تقوية ذاتية أكبر وأكثر صواباً.

التنويم المغناطيسي ليس موضوعاً جديداً

إن تعمّد استعمال حالات بديلة من الوعي ، لتجاوز أوضاع الدماغ المحدّدة للفرد والتواصل مع الحكمة الداخلية، ليس شيئاً جديداً. قد استُعمل هذا بأشكال متنوعة لآلاف السنين.

قد تعلّمتُ أشكالاً مختلفة للتأمل طوال ال12 سنة الماضية وحضرت أنواع مختلفة من الرياضات الروحية ، ودرست وسائل معالجة تجريدية حول العالم. الهدف الجوهري لكل طريقة موثوق بها هو واحد: الاستيقاظ إلی طبيعتك الحقيقية الكاملة حيث لا يوجد معاناة.

التنويم المغناطيسي بوابة تمكنك من أن تصبح أكثر وعياً لعالمك الداخلي الواسع حيث كل شيء يحويك جيداً.

لو عرفت أن التنويم المغناطيسي هو بالحقيقة حالة يعالج فيها الجسم نفسه طبيعياً ، بالإضافة إلی أنه طريقة لتصل إلی طاقاتك الكامنة المبدعة . هل ستكون مستعدّاً لتكتشفه؟
” مَن ينظر إلی الخارج يحلم ؛ مَن ينظر إلی الداخل يستيقظ.” كارل جونغ.

المصدر هنا 

كيف يسيطر الاعلام على عقلك

كيف يسيطر الاعلام على عقلك

كلما زادت معرفتنا بكيفية عمل الجنس البشرى عن طريق التكنولوجيا الحديثة زاد علمنا بطرق السيطرة عليه و التحكم فيه. ولعلكم تعلمون مسبقا بخطورة الاعلام في السيطرة على المخ وخاصة انه السلاح المستخدم في كل بيت وحولك وبين افراد عائلتك دون ان تستطيع السيطرة انت عليه ..و يؤدى على الدوام وظيفة تتجاوز مجرد الترفيه أو التسلية.

قبل أن أسترسل فى الحديث دعنى ألفت نظرك إلى أنك إذا إنتقلت إلى حالة وعى بديلة فأنت تنقل عملية التفكير إلى النصف الأيمن من المخ و هذا يؤدى إلى إفراز الجسم لمواد مخدرة مثل ال Enkephalins و ال Beta-endorphins و هى تشبه لحد كبير نباتات الحشيش و الأفيون. بمعنى آخر فهى تؤدى إلى الشعور بنوع من الاسترخاء، و قد أثبتت البحوث أن نشاط النصف الأيمن من المخ يفوق نشاط النصف الأيسر بمعدل الضعف أثناء مشاهدة التليفزيون. أو بمعنى آخر فإن الشخص يكون فى حالة تخدير أكثر مما يكون فى حالة وعى كاملة أى أنه كان يحصل على حصته من ال Beta-endorphins.

و فى بحث بأحد مستشفيات ولاية ماساشوستس قام الباحث بتوصيل أجهزة رسام المخ EEG ببعض المشاهدين صغار السن و فى نفس الوقت و صلها بجهاز التليفزيون بحيث تقوم بإطفاء التليفزيون إذا ارتفعت نسبة موجات ألفا الصادرة من المخ عن مستوى معين. و النتيجة هى أن عدد قليل جدا من المشاهدين تمكنوا من إبقاء التليفزيون شغال لأكثر من 30 ثانية. و زيادة حالة "التخدير" التى وقع فيها المشاهد تتم بوضع إطار (صورة واحدة) لونه أسود بعد كل 32 إطار فى الفيلم الذى يعرض. و يؤدى ذلك إلى إرسال 45 نبضة كل دقيقة ليستقبلها العقل الباطن و تزيد من حالة التخدير.

و هذا يجعل العقل أكثر تقبلا للإعلانات ألتى تأتى بعد ذلك... و هناك نسبة مرتفعة من المشاهدين على استعداد لتقبل أى إيحاءات على أنها أوامر إن لم يكن فيها ما يخل بمبادئهم أو معتقداتهم الدينية أو سلامتهم الشخصية.

فأسر الجماهير عن طريق وسائل الإعلام أصبح الآن حقيقة واقعة. فببلوغ الطفل سن ال 16 سنة يكون قد شاهد ما بين 10000 ال 15000 ساعة من برامج التليفزيون حيث أن متوسط ساعات المشاهدة فى البيت اصبح 6 ساعات و 44 دقيقة و هذا المتوسط فى إرتفاع مستمر (فهو الآن 3 أضعاف المتوسط فى السبعينات).

عند بلوغ الطفل سن ال 16 سنة يكون قد شاهد ما بين 10000 ال 15000 ساعة من برامج التليفزيون

فإذا جمعت بين الإيحاءات الخفية المدسوسة فى الموسيقى و المسموعات عموما و الأفلام المرئية والاعلانات فيمكنك أن تدرك مدى فعالية هذه المؤثرات فى غسيل المخ و إن كنت تعتقد أن هناك قوانين ضد إستعمال هذه الطرق فأنت مخطئ لأن هناك أشخاص أقوياء فى مواقع السلطة يفضلون أن تبقى الأشياء على ما هى الآن.

التضليل الإعلامي العربي

قد يواجه الإعلام العربي في الأعوام القادمة أسوأ فترات عصره. فمشكلة الإعلام من الأساس، أنه سلاح ذو حدين، وأسوأ الأمور هي تلك التي تحمل حدين لا وسط بينهما. والخوف يكمن أكثر في يد من يا ترى سيقع هذا السلاح؟

والكل ممن عاشوا في القرن الماضي، وبالخصوص أثناء الحروب مع إسرائيل، يعلم كيف نقل الإعلام العربي الوضع على الجبهات بطريقة اعتقد هو أنها صحيحة، لأنها كانت تهدف إلى رفع معنويات الجيش العربي، واعتقدنا نحن بعد فوات الأوان بأننا كنا طوال تلك المدة مجرد ضحايا التضليل الإعلامي.

ولمعت أسماء عديدة تخصصت في القيام بهذه المهمة... وظللنا على هذه الحال حتى غزو الكويت، حين اكتشف العالم العربي أن هناك قناة يطلق عليها قناة السي أن أن، التي كانت تبث أخبارها من الولايات المتحدة الأمريكية، وتنقل الأخبار المفصلة بالصوت والصورة على مدى الأربع والعشرين ساعة. حتى اكتشف العالم العربي متأخرا كعادته، أن تلك القناة (الحيادية والصادقة) كانت ممولة من قبل جهات مشبوهة، وأنها تنتمي إلى شبكة تضليل إعلامي دولي، أصبح الكل يعلم أن اللوبي الصهيوني هو من يحركه.

وخرجت بعد ذلك قنوات فضائية عربية، كرست طاقاتها كاملة للدفاع عن اهداف مموليها من الخفاء وصانعوها بالاساس. والمعروف انهم جهات صهيونية بالاساس ومدلل على ذلك. والتي وصلت إلى الحرب الإعلامية العربية. وتحول المستمع المغبون إلى مشاهد مفتون، ومن ثم إلى زبون مضلل. فنفس الخبر أصبح يعرض على كل قناة عربية بالطريقة التي يرسمها مسؤولوها، وليس لدعم التضامن العربي والمصير المشترك. او حتى لاظهار حقيقة الاحداث، .حتى ان قناة مثل الجزيرة قادت حروب داخلية كاملة خلال الفترة السابقة ومولت لبناء استديوهات كاملة لاهم ميادين دول الربيع العربي "لصناعة الاحداث" وفق السيناريو المخطط لها. وحشد غضب الجماهير واستخدامه كسلاح موجه. وفق المخطط.

التضليل الإعلامي العربي

هذا الوضع هو الوضع القائم في هذه اللحظة، غير أن ما سيحدث غدا، سيكون أكثر تعقيدا، وقد يتسبب الإعلام العربي في هدم الاستقرار والحروب الأهلية الكاملة، وربما تسبب في هلاك الأمة العربية بأكملها بضغطة زر واحدة!!!!

واذا عدنا للتذكير بأن عملية غسيل المخ هي سيطرة كامله على الأحوال الماديه في بيئة ما للتأثير في سكانها وغسل عقولهم من أفكار ومعتقدات لا ترغبها السلطه او المسيطر في هذه البيئة المعينه وابدالها بأفكار اخرى واستخدامك لتحقيقها. وتقوم عملية غسيل المخ او اعادة تشكيل الأفكار على عناصر ثلاثة : الإضعاف والإعتماد والإفزاع ، والتي تهيئ الظروف لجعل الأسير موهنا بدنيا وسلبه ارادته ووقفها على الإرادة العينيه، وهذا هو معنى الاعتماد، وبث الرعب في نفسه ليعيش في فزع وترقب دائمين ثم العودة الى حالة احترامه مؤقتا. يتلوها معاملة سيئة جدا ما يربكه ويشككه في مصيره غدا او بعد ساعه فيستسلم ويتحول الى انسان غبي يطيع كلما أمر ويستجيب للمؤثرات ويتقبل مايقال له ولو كان متعارضا مع ما يعرفه او تعلمه. كما يعتمد غسيل المخ على المناقشات الجماعيه المفتوحه وعرض مختلف الآراء وتحليلها ونقدها بشدة كي يصلوا الى نتائج ملزمة للجميع ، ويستخدم النقد والنقد الذاتي لتشجيع المشاركين على اخراج ما بأنفسهم وعلى التنافس على الوضوح. وهدف الطريقة تشويه الماضي وقطع الصلات العاطفيه به، وتمنح الجوائز والمكافآت لأعضاء الجماعة التي تتفوق في النقد والنقد الذاتي. وهكذا يقتنع الجميع بأن من الممكن ان تكون لهم اراء مختلفه، اي ان التغيير الفكري والعقائدي ممكن.

وهناك ايضا المراقبة المتبادلة فإذا لم يبلغ الشخص (أ) عن شيء لم يعجبه ايدولوجيا من الشخص (ب) ورآهما شخص ثالث هو (ع) وابلغ عنهما السلطات يعاقب كل من (أ) و (ب) ، وبمرور الوقت تتكرس العلانية ولا يكون هناك معنى للخصوصية ولا يصح لأحد الا ان يتخلى عن معتقداته وآرائه السابقه وتبني وجهة النظر المعادية ، فيرون الامور من وجهة نظر المعسكر ومن منطلق مخالف تماما ومن اهم الضغوط التي تجعل الاسير يبوح بأسراره ويناقشها في العلن ويتناولها بالنقد ويعترف على نفسه وزملائه وبلده وتبني وجهة نظر الآخر خوفه على نفسه ومن الآخرين ورغبته في مسايرتهم والتعامل مع مقتضى الحال والواقع. وقد يظل الأسير لفترات طويله يفكر وتحتدم لديه الصراعات وتدور في ذهنه المنازعات، ولكن تحسم ذلك واقعيته ورغبته في حل مشكلته الراهنه مهما كان الثمن، وليس الا الاعتراف على نفسه وزملائه وبلده حلا لما يعانيه وقلة من الأسرى لا يفلح معهم غسيل المخ لكونهم يتمتعون بثقافة واسعه.

انواع التنويم المغناطيسي و تعلم طريقة التنويم المغناطيسي

انواع التنويم المغناطيسي و تعلم طريقة التنويم المغناطيسي

سنقدم في هذه المقالة انواع التنويم المغناطيسي و علاقته مع البرمجة اللغوية العصبية و العقل الباطن و كذلك اللغة المالتونية و كذلك سنتعرف على طريقة التنويم المغناطيسي.

ننصحك أولا ً بقراءة المقالة السابقة : ما هو تعريف علم التنويم المغناطيسي الايحائي وما هو فوائده

انواع التنويم المغناطيسي (التنويم الإيحائي):

1- التنويم المغناطيسي (الايحائي) التقليدي: يتم عن طريق شخص اختصاصي ومتدرب على التنويم ويدعى المنوم (المعالج) والركن الاساسي هو الشخص الذي سيخضع للتنويم يدعى الوسيط (المريض).

2-التنويم المغناطيسي الذاتي (الايحاء الضمني): الفرق الأساسي بينه وبين التنويم المغناطيسي التقليدي هو عدم وجود المنوم (المعالج) بحيث يقوم الشخص نفسه بعمل المنوم (المعالج) وغالباً يكون المعالج درب الشخص للقيام به وذلك ليكون بالتزامن مع الجلسات التنويمية التقليدية للوصول لنتيجة أفضل ويشبه كثيرا التأمل.

للنوعين الذين تم ذكرهما نفس الاستخدامات, وتفرع عنهما علمين جديدين هما:

1- لغة البرمجة العصبية NLP (Neuro Linguistic Programming:

تعتبر امتداد لعلم التنويم الايحائي وأصبحت علم قائم بذاته تستعمل كعلاج مساعد مع التنويم الضمني أو علاج وحيد لبعض الحالات وهي طريقة فعالة للغاية اذا ما استخدمت من قبل مختصين وأساسها هو دراسة أنماط التفكير المختلفة للأشخاص الواعين بدون استخدام طريقة التنويم ومراقبة ردات أفعالهم ومحاكاتها مما يساعد على بناء نوع من الالفة والثقة وبالتالي القدرة على التأثيرعن طريق توجيه انظارهم إلى الزوايا الأخرى للموضوع مما يساعد على الرؤية الشمولية ويؤدي إلى تعديل ردة الفعل كما يمكن استخدامها بشكل ذاتي لتغيير بعض العادات أو للتأثير على الآخرين للوصول إلى الحالة (العادة) الايجابية المقصودة, دخلت هذه العلوم في مختلف مجالات الحياة وخاصة في تدريبات تطوير الذات الحاصلة و تنقسم لثلاثة تقنيات :

– تقنية الاخبار الخاطفة او المفاجئة (Flash).
– تقنية الارتكازأي تحديد الهدف (Anchoring).
– تقنية إعادة الصياغة (Reframe).

لها العديد من التطبيقات منها القراءة التصويرية (السريعة), العلاج بخط الزمن.

يمكن استخدام هذه التقنيات بشكل مستقل أو معاً, كما تستخدم لتخطي المشاكل السلوكية وتقييم الذات كزيادة الثقة, التحفيز, التخلص من التوتر والقلق, مواجهة المخاوف الهيستيرية والرهاب وتحسين الابداعية و لها العديد من التطبيقات منها القراءة التصويرية (السريعة), العلاج بخط الزمن.


اللغة المالتونية أو الايركسية (Ericksonian)

2-اللغة المالتونية أو الايركسية (Ericksonian):

ودعيت بهذا لاسم نسبة إلى اريكسون مالتون الذي لقب بأب التنويم المغناطيسي حيث اعتبرت اللغة المالتونية النسخة المحدثة للتنويم المغناطيسي (الايحائي) بكافة أشكاله وهي وسائل اقناع وأساليب لغوية غير مباشرة للاقناع ولا تبتعد عن اللجوء إلى التنويم تعتمد على الابداع العقلي الكامل وذلك لانها تعتمد على جزئي الدماغ (المخ) العقل الواعي واللاواعي مما يسمح للشخص بمالمقارنة والتحفيزالدائم للعقل للتوصل للنتيجة المرادة عوضاً عن تقديم الايحاء بشكل جاهز وتوصل إلى نتائج مبهرة نتيجة تعاون جانبي الدماغ معا في معالجة الفكرة أو الايحاء وتحليلها ومن ثم اقرار النتيجة أهم ميزاتها أنها ثنائية الجانب ومن الطرق المستخدمة:

– الايحاء التماثلي (Isomorphic): عن طريق تمثيل مشكلة الشخص الواعي باخباره لقصة شبيهة لحالته بدون ذكر التشابه وتقوم القصة هنا مقام العبرة عندها يقوم العقل الباطن (العقل اللاواعي) بمقارنة العبرة بحالته أو مشكلته وبهذه الطريقة يقتنع تلقائياً.

– الايحاء بالتشتيت (Intersperse): هنا يقوم المحاور بشغل العقل الواعي بكذا فكرة وارباكه باحاجي مثلاً أو أسئلة مفاجئة وحتى عن طريق شغل الحواس كافة أي سماع أصوات متغيرة ورؤية أكثر من مشهد مع تخيل روائح معينة وهنا نفتح المجال لطرح الايحاء ومعالجته من قبل العقل الباطن.

طرق " طريقة التنويم المغناطيسي " :

لا بد من الاشارة أن لكل شخص طريقته وأيضا الطرق التي تنجح مع مريض معين قد لا تنجح مع مريض اخر, لايصال الشخص لحالة التنويم ينبغي ايصال نشاطه الدماغي أو بعبارة أخرى الوصول بالموجات الدماغية لحالة الفا  ويستخدم في جميع طرق التنويم سواء التقليدي أو الضمني (الذاتي) فكيف يتم ذلك؟


1 – الجلوس باسترخاء إما بالتمدد أو جلسة مسترخية ويساعد على الاسترخاء المكان الهادئ والمحبب والمريح سواء غرفة أو في الخارج لكن يجب أن يكون المكان منعزل ليساعد على التأمل والاسترخاء وممكن أن تكون الإضاءة خافتة اذا تم في غرفة او مكان مغلق ويساعد على الاسترخاء أيضاً ارتداء ملابس مريحة وفك أي شيئ من المحتمل أن يؤدي لتشتيت التركيز كالساعة أو الحذاء ووجود بعض الروائح العطرية المحببة والتي تساعد على الاسترخاء,ويجب الانتباه أنه حتى الجوع والعطش سيشتت التركيز واستخدام طرق التنفس العميق المساعدة مع الايعاز ببدء الاسترخاء وازدياده تدريجياً .

2 –  شد انتباه العقل الواعي وتركيزه تحضيراً للدخول في حالة الالفا:

اجهاد العين بالتركيز على كرة زجاجية أو نقطة محددة

– اجهاد العين بالتركيز على كرة زجاجية أو نقطة محددة اذا كانت لامعة ممكن أن تجهد أكثر وتثير التركيز عليها.
– اجهاد العقل بالعد بطريقة معبنة مثلا العد حتى المئة لكن بتنقيص ثلاثة أو أربعة أرقام بكل عدة ك 9497100.
– التخيل مثلا تخيل مكان محبب واستحضار كافة تفاصيله والاصوات المحببة التي من الممكن سماعها فمثلا "صوت الموج إذا كان المكان شط بحر" واستحضار المشاعر التي تنتاب الشخص عندما يتواجد فيه, ابدع في التخيل وكلما زاد ابداعك زاد تركيزك مما سرع عملية الاسترخاء ودخولك أو دخول الوسيط في مرحلة التنويم.

– باستخدام كرسي هزاز لفقدان التوازن ولكن باهتزاز بسيط مساعد على الاسترخاء.
– التركيز الذاتي بنقطة معينة في الفراغ وهذا النوع يحتاج للكثير من التدريب للوصول إلى حصر التفكير إلى درجة عدم التفكير والتأمل في الكون فقط وهو ما يفعله مدربي اليوغا والمتأملين.

الطرق عديدة وغير محصورة ويمكن استخدام أكثر من طريقة في وقت واحد مما يزيد التركيز ويسرع الوصول لحالة الفا.

3- عند التأكد من الوصول لحالة الفا نصل لمرحلة سرد الايحاء (الاقتراحات) أي التواصل الواعي مع العقل الباطن شروط الايحاء:

– الايجابية يجب ان يتمتع الايحاء بالشعور الايجابي والتحفيز.
– تحديد هدف الايحاء بوضوح وبشكل مبسط و سهل.
– عدم التسويف والتأجيل أي ان يكون في الوقت الحالي فلا نستخدم "سأشعر بالسعاد" بل "أنا حالياً اشعر بالسعادةّ, انا مرتاح".
– الالتزام والتأكيد والثقة التامة بان هذا فعلا ما يحدث والابتعاد عن الاسلوب القهري أو الضغط لان العقل الباطن لا يستجيب لهذا الاسلوب .
– التحديد والدقة بأن نربطه بموعد محدد مثلا كل يوم او وقت محدد ساعة محددة تاريخ محدد وربطه بأسباب ذات صلة قوية بالايحاء وتكريره مما يدفع العقل اللا واعي لنقله للعقل الواعي.
– الشكر والامتنان على النعم الموجودة وطلب المزيد .

مثال ايحاء عن السعادة والمرح للتقليل من حالات الغضب:

الحمدالله الذي خلقني وخلق فيي هذه القدرات الغير محدودة الذي يمدني كل لحظة بالقوة والتفاؤل يمدني بالسلام والسعادة الكلية, كل يوم أعيشه يمدني بالحكمة كل يوم انفتح أكثر على من حولي واسرتي وانقل لهم من سعادتي التي اعيشها كل يوم, حالتي المزاجية السعيدة تمد من حولي بالطاقة الايجابية السعيدة إنني راض تماماً عن نفسي”.

انتبه: اسلوب وسرعة الكلام ونبرة الصوت وطريقة طرح الايحاء مهمة جداً بحيث تلائم درجة الاسترخاء التي يعيشها الوسيط فمثلا تحاكي تنفسه بحيث يبدأ الكلام مع الشهيق ويتوقف عند الزفير,وأن يكون الايحاء محاكياً للواقع وقابل للتطبيق ومعمم مع استخدام أدوات الربط.

بعدها يتم التحضير لخروج المريض من التنويم فاذا كان عن طريق منوم (طبيب أو معالج) يؤهب الوسيط (المريض) للاستيقاظ عن طريق عد عكسي مثلا وبنغمة متأهبة ويشير للمريض ليستيقظ عند توقف العد أو الوصول للرقم واحد أو عند سماع صفقة, أما بالتنويم الذاتي (الضمني) فيتم تلقائياً.

المصدر هنا

حقيقة التنويم المغناطيسي

حقيقة التنويم المغناطيسي

حقيقة التنويم المغناطيسي ، يعد التنويم المغناطيسي احد اكثر الطرق التي يساء فهمها و المشكوك في امرها في طريق العلاج النفسي. فالخرافات وسوء الفهم المتعلق بالتنويم المغناطيسي ناجم عن افكار الناس حول مرحلة التنويم المغناطيسي.

الحقيقة ان التنويم المغناطيسي ما هو الا عملية تمثيل مسرحي ويمتلك العديد من القواسم المشتركة مع حسن المزاج، كما هو نصيب افلام هوليوود من الواقع. الحقيقة ان التنويم المغناطيسي يعد طريقة حقيقية وظاهرة نفسية في المجال الطبي العملي [رغم ما يُثار حولها من شكوك على انها تحمل تأثير وهمي – بلاسيبو]، ببساطة شديدة التنويم المغناطيسي هي حالة نفسية مصحوبة بتركيز عال وغالبا استرخاء تام وايحاءات، وكما يبدو فإن الناس تحت تأثير التنويم المغناطيسي يكونون أكثر استجابة للاقتراحات العلاجية.

الاقتراحات التي تعطى للأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي تعد ذات اهمية عالية

الاقتراحات التي تعطى للأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي تعد ذات اهمية عالية في سير عملية التنويم. على الرغم من ان الكثير من الاشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي لا يستجيبون للأوامر المباشرة والافكار والمواجهة الا ان ذلك يتم استيعابه بشكل غير مباشر في منطقة اللاوعي (معظم ما نقوم به من افعال كالاكل او قيادة السيارة او ارتداء الملابس نقوم به باللاوعي) وعلى عكس ما يعتقده البعض فإن الناس يستطيعون بتأثير التنويم المغناطيسي ان يتحكموا بشكل كامل في أنفسهم ولن يفعلوا اي شيء قد يكون مغلوط.

والحقيقة ان ليس باستطاعة جميع الاشخاص ان يناموا نوما مغناطيسيا، فبعض الاشخاص عندهم ما يعرف بالـ (hypnotizability) اي القدرة على النوم بهذه الطريقة. حتى الاشخاص الاكثر تقبلا للنوم المغناطيسي ربما لا يستفيدون بدرجة كبيرة من التنويم المغناطيسي العلاجي، وجلسة واحد منه لا تكفي لاحداث النتائج المطلوبة، لذلك فان الشخص عليه ان يقوم بسلسلة من الجلسات حتى تظهر النتائج المرجوة. في الوقت الحالي توجد ادعاءات على تأثير التنويم المغناطيسي في التخلص من العادات السيئة والتغلب على الأرق واستعادة المهارات المفقودة والتخدير والتحكم بالألم.

ليس باستطاعة جميع الاشخاص ان يناموا نوما مغناطيسيا

بإمكانك بسهولة ان تستفيد من التنويم المغناطيسي، في البداية نم بطريقة مريحة في مكان هادئ ثم اغلق عينيك وخذ نفس عميق ببطء للداخل ببطء للخارج. وقل لنفسك اشياء تحبها مثلا (انا سأتوقف عن اكل الحلوى) وصور في ذهنك بعض الصور والاحداث السعيدة التي تشجعك على ذلك مثلا (تصور انك نجحت في ذلك)، حتى اذا كانت الجلسة لا تتجاوز 5 دقائق ولكنها اثبتت فعاليتها بالفعل مع بعض الناس. وتذكر دائما: فكر جيدا، تتصرف جيدا، تشعر جيدا، تكون جيدا.

 المصدر هنا

التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (2)

التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (2)

إننا الآن جميعنا تحت تأثيرات الأفكار المنتشرة في العقول والتي تتنافس وتتصارع فيما بينها. وإذا عدنا إلى سؤال " من ينوّم الآخر؟ "

فأنا أرى أن المتحكم فينا " أو الذي ينومنا (أو يبرمج عقولنا ) ويتحكم بغالبية تصرفاتنا " :

هو الأفكار المنتشرة في العقول وبالذات التي تنشرها وسائل الإعلام , فهي التي تنومنا وتفرض علينا قوها وتأثيراتها , وبالتالي تفرض علينا غالبية استجاباتنا وتصرفاتنا , أي " المؤثر الأكبر فينا " ليس الأشخاص والمؤسسات والحكومات , بل الأفكار والعقائد .. التي يقوم بنشرها الإعلام.

سوف يقول الكثيرون أن الدوافع والغايات هي الأساس , وليس الأفكار والثقافة التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه , لأنها هي التي تستخدم تأثيرات الأفكار والإيحاءات والإعلام لتحقق نفسها. إن هذا الوقع فعلاً، ولكن الغالبية العظمى من هذه الدوافع والغايات صنعتها الأفكار والثقافة والعقائد المنتشرة في المجتمع .

فالأفكار والعقائد والمبادئ التي يتبناها كل منا ( أي التي دخلت عقله وتوضعت فيه ) , نقلها له الآخرين , فصار ملزم بخدمتها وتنفيذ مضمونها حتى وإن تعارضت مع أقوى الدوافع البيولوجية مثل المحافظة على الذات , فهو يضحي بنفسه من أجل الأفكار التي تبناها.

 ليس الأشخاص والمؤسسات والحكومات

لنعد إلى سؤال من ينوم الآخر ؟

إننا نرى في النهاية أن المنومون الأساسيين أو المتحكمون فينا , هم مبدعي وخالقي هذه الأفكار. فجلجامش وحمورابي وهوميروس وسقراط وأفلاطون وأرسطو وموسى وعيسى وبوذا و كونفوشيوس وزراتشت وابن عربي وابن رشد وكانت وهيوم وماركس وفرويد وأينشتاين والألاف غيرهم هم الذين خلقوا الأفكار وزرعوها أو نشروها في باقي العقول. فهؤلاء هم من برمجوا عقولنا ويتحكموا فينا.

كيف يحدث هذا وما هي الآليات والعمليات التي يجري استعمالها لتحقيق ذلك ؟

يجب أن نعرف أولاً كيف يكتسب الإنسان الأفكار والقيم والعقائد ( أو الثقافة ) أي كيف يبرمج دماغه أو عقله. إن دماغ أو عقل الإنسان مجهز فزيولوجياً وعصبياً وفكرياً , وبشكل موروث بيولوجياً بقدرات على اكتساب الأفكار والمعاني. ونتيجة اللغة المتطورة المحكية يكتسب أو يتعلم التصرفات والأفكار والقيم من أفراد الجماعة التي ولد ضمنها .

فهو يكتسب من أمه لغتها وكافة التصرفات والأفكار والتقييمات الأساسية التي هي اكتسبتها من أمها , و يتابع اكتسبه من باقي أفراد أسرته وعشيرته , وبذلك يتم اكتسب دماغه أو يبرمج دماغه بالأفكار والثقافة الموجودة لدى جماعته , أي يبرمج عقله عن طريق التوريث الاجتماعي وليس البيولوجي . ويتم اعتماد ما اكتسبه دماغه في كافة تصرفاته , وبهذا تنتقل الأفكار والثقافة عبر الأجيال .

ولكن كانت تحدث في كل فترة قفزة من تغيير في الأفكار المنقولة نتيجة ظهور أحد المفكرين ينتج عقله أفكار جديدة أو يعدل أو يطور بعض الأفكار الموجودة , ويملك في نفس الوقت القدرة ( كأن يكون رئيس الجماعة أو ذو شخصية قادرة . . . الخ ) على نشر أفكاره في عقول جماعته .هذا الرجل كان أول من استعمل طريقة غسل الدماغ , وهو الذي نجح في أن يبدل أو يطور جزء من الثقافة التي تتوارثها جماعته .

نتيجة اللغة المتطورة المحكية يكتسب أو يتعلم التصرفات والأفكار


أما الآن فغسيل الأدمغة أصبح يعتمد على المنجزات التي تحققت في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الدماغ وما تحقق في مجال التواصل والاتصالات إن كانت سمعية أو مقروءة أو مرئية , وتم الاستفادة من ما تم التوصل أليه في مجال الإيحاء والتنويم المغناطيسي , وتأثير التكرار وتأثير ظاهرة الجمهرة .

فصار غسيل الدماغ يحدث في كافة المجالات وعلى كافة المستويات إن كان مستوى فرد أو مستوى مجموعة أو مستوى شعب كامل.

وطرق غسل الدماغ تنجح بسهولة عندما تطبق على الشبان الصغار فالكبار غالباً يصعب غسل دماغهم , فغسل الدماغ لا يمكن أن يتم بسهولة لدى الكبار , فهو يحتاج إلى وقت , ويمكن تقليل هذا الوقت باستعمال الكثير من الأساليب التي ثبتت صلاحيتها , مثل استخدام الأحاسيس النفسية والجسمية والمشاعر والعواطف القوية إن كانت مؤلمة أو مفرحة ولذيذة , واستعمال الإقناع الفكري , والترغيب والترهيب ولفترة طويلة , بشكل تجبر أغلب الأشخاص على تغيير أفكارهم ومبادئهم وعقائدهم. ومعالجة الأمراض النفسية بالتحليل النفسي يمكن اعتباره نوع من غسيل الدماغ .

إقرأ أيضا: التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (1)

ويمكن أن يتم غسل أدمغة الأفراد والجماعات دون أن يدوروا أن ذلك جرى لهم , وهذا يتم عن طريق الإعلام بكافة أنواعه وأشكاله المسموعة والمقروءة والمرئية صحف ومجلات وكتب وإذاعات ومحطات تلفزيون ودور عبادة ... , وبواسطة أجهزة التعليم بكافة أشكالها. وهذه الوسائل أصبحت تملكها وتتحكم بها الدول والمؤسسات الكبيرة فهي الآن تقوم بغسل أدمغة غالبية الأفراد ووضع الأفكار والدوافع .... التي تريد .

يقول هربرت . أ . شيللر في كتابه المتلاعبون بالعقول :
تكتيكان يشكلان الوعي تستخدم الأساطير بكافة أشكالها القديمة والحديثة من أجل السيطرة على الأفراد , وعندما يتم إدخالهم على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي , وهو ما يحدث بالفعل من خلال أجهزة الثقافة والإعلام , فإن قوة تأثيرها تتضاعف من حيث أن الأفراد يظلون غير واعين بأنه قد تم تضليلهم .

ويقول جورج جيبرنر :
إن بنية الثقافة الشعبية التي تربط عناصر الوجود بعضها ببعض , وتشكل الوعي العام بما هو كائن , بما هو هام , وهو حق , وما هو مرتبط بأي شيء آخر , هذه البنية أصبحت في الوقت الحاضر منتجاً يتم تصنيعه .

ياترى هل نحن أحرار فعلا كما نظن , ونقرر ما نريد بإرادتنا كما نقول ؟؟؟؟

بقلم : نبيل حاجي نائف

التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (1)

التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (1)

كلنا سمعنا بغسيل الدماغ ( والتنويم المغناطيسي هو غسيل دماغ مؤقت ) , فهو تغيير أفكار ومبادئ وعقائد وقيم الشخص , ووضع أفكار وقيم جديدة مختلفة عن التي كانت موجودة لديه .


إن الإيحاءات تشمل كافة مناحي حياتنا الثقافية والفكرية والعملية, والإيحاء هو أساس التنويم المغناطيسي . فنحن نوحي لبعضنا بالأفكار والمفاهيم والقيم التي نعتمدهم ونؤمن بهم , وهذا بمثابة تنويم مغناطيسي ( أو غسيل دماغ الآخر ) نقوم به فنؤثر به على الآخرين وندفعهم لتبني أفكارنا وقيمنا وأهدافنا وثقافتنا.

التنويم المغناطيسي صحيح (وسنوضح ذلك لاحقا ) , و كل منا يسعى لتنويم الآخر عندما يوحي إليه بأن أفكاره ومعارفه وقيميه هي الأفضل . ولكن من ينوّم الآخر ؟

إن كافة أشكال الإعلام هي إيحاءات فكرية  , أي هي نوع من التنويم المغناطيسي. ومفهوم غسيل المخ أو برمجة العقول , والذي يستخدم في نشر الأفكاروالعقائد والمبادئ وبالتالي دفع الناس لتبني أهداف ودوافع وغايات معينة عن طريق الإيحاءات باستخدام كافة أشكال الإعلام , هو شكل من أشكال التنويم المغناطيسي. وهذا أدركه الإنسان منذ قديم الزمان ( ودون أن يعرفه بشكل واضح ) وهو يستخدمه دوما وبفاعلية كبيرة  .

إن استعمال اللغة هو طريقة الدخول إلى عقل الآخر والتأثير على هذا العقل. إننا نستطيع إدخال أفكار وتصورات وأوامر إلى عقل الآخر عن طريق اللغة , إن هذه المدخلات مهما كانت طبيعتها تفرض تأثيراتها (صغيرة أو كبيرة)على هذا العقل فهو مجبر على التعامل معها ومعالجتها والقيام باستجابات لها , وهذا يمكننا من التأثير على هذا العقل والتحكم في الكثير من استجاباته وبالتالي تصرفاته .

إقرأ أيضا: التنويم المغناطيسي حقيقي , ولكن من ينوّم الآخر (2)

إن هذه الظاهرة أو هذه القدرة التي تملكها اللغة كان يستخدمها الإنسان منذ القديم عندما أدرك فاعليتها وجدواها. وكل منا لاحظ تأثير اللغة على الآخرين وخلق الإيحاءات والاستجابات لديهم وبالتالي التحكم بتصرفاتهم , وذلك عن طريق التكلم معهم بأسلوب وطريقة مناسبة .

وقد كان للقصص أو الحكايا و للخطابة والأمثال والشعر ( والآن الإعلام ) تأثيرهم الكبير, وكانت الخطابة أشد تأثيراً لأنها كانت تستغل ظاهرة القطيع (أو الجمهرة ) التي تعتمد على المحاكاة والتقليد الغريزي للآخرين , وكلنا لاحظنا " هتلر" وغيره كيف كانوا يفرضون أفكارهم ودوافعهم وأهدافهم على الآخرين بواسطة الخطابة .

وتأثير الإيحاء يمكن أن يكون ذاتي , " يكذب كذبة ويصدقها ". مثل جحا عندما قال للأولاد الذين يضايقونه : أن هناك وليمة في المكان الفلاني فركض الأولاد إلى هناك , وعندما فكر حجا بما قال , وجد أنه ربما يكون هناك فعلاً وليمة فركض خلفهم . والوسوسة والتردد والتوهم . ., هم ناتج تأثير أفكار وإيحاءات دخلت الدماغ وأعطت تأثيراتها .

 ربما يكون هناك فعلاً وليمة


إن الأفكار بعد أن تولد في أحد العقول , نتيجة تفاعلات الحياة , أو نتيجة تفاعل أفكار سابقة كانت قد دخلت إليه . تسعى للخروج والتوضع في العقول الأخرى , نتيجة لأمور عديدة , ذاتية واجتماعية , فإذا وجدت العقل الذي يسمح لها بدخوله , دخلته وسعت لكي تتوضع فيه , وهي سوف تجابه بمقاومة وممانعة من قبل الأفكار المتوضعة فيه وتسعى لمنعها من التوضع فيه . فإذا استطاعت أن تجد لها مكاناً , احتلته وأقامت فيه .

وكلما كانت هذه الأفكار الداخلة أكثر اختلافاً أو متناقضة وغير منسجمة مع الأفكار الموجودة , كان احتمال توضعها أصعب , فهي تجابه بممانعة ورفض قوي وحتى تحارب وتمنع من التوضع , أي تسعى الأفكار الموجودة سابقاً في العقل للقضاء عليها ,ومنعها من الانتشار في العقول الأخرى .

فالأفكار الموجودة في العقول تحافظ على وجودها وتسعى لزيادة انتشارها في العقول الأخرى , وبشكل عام تقاوم الأفكار الجديدة من قبل الأفكار الموجودة , وهذا أساس المحافظة وعدم التجديد .

إن هذا يحدث وبغض النظر عن أي الأفكار أدق أو أصح , فالموجود هو الأساس , والجديد هو دخيل ويجب أن يقاوم مهما كان , ولكن دوماً هناك احتمال بأن تستطيع بعض الأفكار الجديدة التوضع والانتشار في العقول , وهذا يكون نتيجة عدة عوامل وهي :

يمكن للأفكار الجديدة احتلال مكان الأفكار القديمة


1- تكون العقول المستقبلة فارغة من الأفكار في هذا المجال, وعندها لا تجد من يقاومها فتتوضع بسهولة .
2- تكون الأفكار الجديدة قريبة من الأفكار الموجودة , أوهي تدعمها أو تنسجم معها .
3 - نتيجة تكرار نشرها , فهناك دور أساسي وهام جداً للتكرار في نشر الأفكار , فقد كان يقول " غوبلز " المسؤول عن الإعلام لدى " هتلر " لمساعيه:
كرروا وكرروا ما تنشروه فلابد أن يصدقكم الشعب ,

وهذا ما تمارسه كافة وسائل الإعلام بهدف نشر سلع أو أفكار أو خلق رغبات ودوافع أو استجابات وتصرفات لدى المتلقين.وإن للمحاكاة والتقليد دور أساسي وكبير في انتشار الأفكار في العقول .

بقلم : نبيل حاجي نائف

بين الغسيل والحشو

بين الغسيل والحشو

نسمع مصطلحات ونتداولها دون ان ندقق فيها حيث نسمع احيانا فلان اجريت له عملية غسيل دماغ والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كان  اجراء عملية غسيل معده  لبعض الناس في حال  تناولوا طعاما مسموما او منتهي الصلاحيه للحد من درجة تأثير السموم على صحة الانسان او انقاذ حياته.


 اما عملية غسيل الدماغ فهي استبدال  القناعات والافكار التي يؤمن بها الانسان باسلوب فلسفي  بواسطة اشخاص على مستوى متطور في مجال علم النفس ولديهم القدره على دراسة نقاط الضعف لدى شخص معين والتي تكون بمثابة  الشرخ الذي يتم الدخول منه الى اعماق الانسان  لازاحة ما كان يؤمن به جانبا واستبداله بالنقيض في بعض الاحيان.

ولكن السؤال الذي يتبادر الى ذهن الانسان اذا كان البعض ليس لديهم أي قناعات وهم عباره عن الة نقل وبث مباشر والدماغ لا يوجد بداخله ما يحتاج الى غسيل ولا الى تبديل فهو ابيض كما ولدته امه ولا مشكلة لديه في حشو دماغه باي شيء نافع او تافه ولا تستقر الحشوة في الدماغ لانه بدون اسس تثبيت فالقناعات غير موجوده اصلا والمحرك هو الغرائز والمصالح والشهوات والنزوات ونوازع الحب التلقائي والكراهية العمياء واليقين هو مرحلة متطوره من الايمان بالقناعات ويشبه التصاقه بالانسان ملاصقة الروح.

عملية غسيل الدماغ فهي استبدال  القناعات والافكار

 ولو امسكنا بقطعة فولاذ مسكوبه من الفولاذ الكامل وماسوره فولاذيه فارغه يمكن حشوها بأي شيء لادركنا الفارق بين الاشخاص اصحاب القناعات الى درجة اليقين ومن يمكن استبدال الحشوة بأي شيء حتى لو كان تافها واصحاب الحشوه هم الاناس الذين يظهرون الصلابه ولكنها قشرة قاسيه لجوهر هش سهل الكسر اما النموذج الاخر فليس من السهل كسره وهؤلاء اصحاب اليقين بقناعاتهم  , ولو حاولنا الضغط على كرة من المطاط المرن وثانيه من المعجونه فان الكرة المطاطيه بعد ازاحة الضغط تعود الى وضعها الاصلي.

إقرأ أيضا: كتاب التنويم المغناطيسي الإيحائي

عقول هلاميه مفتقدة  للخصائص وللخصوصيه

اما المعجونه فتهرس ولا يعود لها شكل الكره وهذا الفارق بين عقل مرن لا يساوم على قناعاته وجوهره وبين عقول هلاميه مفتقدة  للخصائص وللخصوصيه ويسهل تشكيلها حسب مزاج من يمتلكها وبغض االنظر عن العقول بكافة اشكالها وتشكيلاتها ومحتوياتها يجب ان تكون هناك امور جوهرية في الحياة غير قابله للمساومه فخلافك مع شقيقك لا يبرر لك تحت أي ذرائع مختلقه الاستعانة عليه بابن عمك وكيف الحال اذا استعان البعض على الشقيق بابن العم وبالجار وبابن الحاره وابن القرى المجاورة والبعيدة والابعد فاين رابطة الدم واين هي الاخوة التي يجب ان يكون لها موجباتها وحدودها من درجة الخروج الى  نقطة اللاعوده واستبدال مواقع حجري الطاحونه والمطحون هو مسحوق المواطنين المسحوقين اصلا والسؤال ماذا يتحول المسحوق بعد اعادة طحنه سوى الى غبار.

بقلم : ماجد جاغوب

غسيل الدماغ واقعة حقيقية

غسيل الدماغ واقعة حقيقية

كلنا سمعنا بغسيل الدماغ , فهو تغيير أفكار ومبادئ وعقائد وقيم الشخص , ووضع أفكار وقيم جديدة مختلفة عن التي كانت موجودة لديه .

كيف يحدث هذا وما هي الآليات والعمليات التي يجري استعمالها لتحقيق ذلك ؟

يجب أن نعرف أولاً كيف يكتسب الإنسان الأفكار والقيم والعقائد ( أو الثقافة ) أي كيف يبرمج دماغه أو عقله. إن دماغ أو عقل الإنسان مجهز فزيولوجياً وعصبياً وفكرياً , وبشكل موروث بيولوجياً بقدرات على اكتساب الأفكار والمعاني. ونتيجة اللغة المتطورة المحكية يكتسب أو يتعلم التصرفات والأفكار والقيم من أفراد الجماعة التي ولد ضمنها .

فهو يكتسب من أمه لغتها وكافة التصرفات والأفكار والتقييمات الأساسية التي اكتسبتها هي من أمها , و يتابع اكتسبه من باقي أفراد أسرته وعشيرته , وبذلك يكون اكتسب دماغه أو برمجه بالأفكار والثقافة الموجودة لدى جماعته ( أي يبرمج عقله عن طريق التوريث الاجتماعي وليس البيولوجي ) .

ويتم اعتماد ما اكتسبه دماغه في كافة تصرفاته , وبهذا تنتقل الأفكار والثقافة عبر الأجيال. ولكن كانت تحدث في كل فترة قفزة تغيير في الأفكار المنقولة نتيجة ظهور أحد المفكرين الذي ينتج عقله أفكار جديدة أو يعدل أو يطور بعض الأفكار الموجودة , ويملك في نفس الوقت القدرة ( كأن يكون رئيس الجماعة أو ذو شخصية قادرة . . . الخ ) على نشر أفكاره في عقول جماعته .

غسيل الدماغ يتم طرف من لهم سلطة عليا في حياتنا

هذا الرجل كان أول من استعمل طريقة غسل الدماغ , وهو الذي نجح في أن يبدل أو يطور جزء من الثقافة التي تتوارثها جماعته. أما الآن فغسيل الأدمغة أصبح يعتمد على المنجزات التي تحققت في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الدماغ وما تحقق في مجال التواصل والاتصالات إن كانت سمعية أو مقروءة أو مرئية , وتم الاستفادة من ما تم التوصل أليه في مجال الإيحاء والتنويم المغناطيسي , وتأثير التكرار وتأثير ظاهرة الجمهرة. فصار غسيل الدماغ يحدث في كافة المجالات وعلى كافة المستويات إن كان مستوى الفرد أو مستوى المجموعة أو مستوى الشعب بالكامل .

وطرق غسل الدماغ تنجح بسهولة عندما تطبق على الشبان الصغار فالكبار غالباً يصعب غسل دماغهم , فغسل الدماغ لا يمكن أن يتم بسهولة لدى الكبار , فهو يحتاج إلى وقت , ويمكن تقليل هذا الوقت باستعمال الكثير من الأساليب التي ثبتت صلاحيتها , مثل استخدام الأحاسيس النفسية والجسمية والمشاعر والعواطف القوية إن كانت مؤلمة أو مفرحة ولذيذة , واستعمال الإقناع الفكري , والترغيب والترهيب ولفترة طويلة , بشكل تجبر أغلب الأشخاص على تغيير أفكارهم ومبادئهم وعقائدهم. ومعالجة الأمراض النفسية بالتحليل النفسي يمكن اعتباره نوع من غسيل الدماغ .

ويمكن أن يتم غسل أدمغة الأفراد والجماعات دون أن يدوروا أن ذلك جرى لهم

ويمكن أن يتم غسل أدمغة الأفراد والجماعات دون أن يدوروا أن ذلك جرى لهم , وهذا يتم عن طريق الإعلام بكافة أنواعه وأشكاله المسموعة والمقروءة والمرئية صحف ومجلات وكتب وإذاعات ومحطات تلفزيون ودور عبادة ... , وبواسطة أجهزة التعليم بكافة أشكالها. وهذه الوسائل أصبحت تملكها وتتحكم بها الدول والمؤسسات الكبيرة فهي الآن تقوم بغسل أدمغة غالبية الأفراد ووضع الأفكار والدوافع .... التي تريد .

يقول هربرت . أ . شيللر في كتابه المتلاعبون بالعقول :
تكتيكان يشكلان الوعي، تستخدم الأساطير بكافة أشكالها القديمة والحديثة من أجل السيطرة على الأفراد , وعندما يتم إدخالهم على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي , وهو ما يحدث بالفعل من خلال أجهزة الثقافة والإعلام , فإن قوة تأثيرها تتضاعف من حيث أن الأفراد يظلون غير واعين بأنه قد تم تضليلهم .

ويقول جورج جيبرنر :

إن بنية الثقافة الشعبية التي تربط عناصر الوجود بعضها ببعض , وتشكل الوعي العام بما هو كائن , بما هو هام , وهو حق , وما هو مرتبط بأي شيء آخر , هذه البنية أصبحت في الوقت الحاضر منتجاً يتم تصنيعه . 

هل التنويم المغناطيسي ظاهرة حقيقية؟

هل التنويم المغناطيسي ظاهرة حقيقية؟

وإذا صح ذلك ما هي فائدتها 

كثيراً ما وصم التنويم المغناطيسي بالدجل , ولكنه تبين أنه ظاهرة حقيقية لها أسسها الفزيولوجية والعصبية , وقد ثبتت فاعليته في الاستخدامات العلاجية وبشكل خاص في التحكم بالألم. والمكتشفات الحديثة توضح كيف تستطيع قوة الإيحاء من خلال التنويم المغناطيسي ( إذا ما استخدمت بشكل صحيح ) أن تغير حالات دماغية أو فكرية مثل الذاكرة والإحساس بالألم .

على مدى السنوات القليلة الماضية وجد الباحثون أن الأشخاص المنومين مغناطيسياً يستجيبون فعلياً للإيحاءات مع أنهم يدركون أحيانا التغيرات المثيرة التي يتعرضون لها في فكرهم وسلوكهم وكأنها تحدث من ذاتها , فكأن الدماغ أثناء النوم المغناطيسي يعلق مؤقتاً محاولاته توثيق المعلومات الحواسية الواردة إليه. وهناك فروق بين الناس في قابلية الخضوع للتنويم المغناطيسي , ولا يعرف العلماء حتى الآن أسباب ذلك .

ولمعرفة استعداد الشخص للتنويم هناك سلسلة اختبارات تستعمل لتحديد مدى استجابة الشخص للتنويم المغناطيسي , ومن هذه الاختبارات سلسلة من اختبار 12 فاعلية مثل مد الذراع أو تنشق محتويات زجاجة ما ... , لاختبار عمق الحالة التنويمية .

ففي المثال الأول , يتم إخبار الأشخاص بأنهم يحملون كرة ثقيلة جداً, وهي ليست كذلك , ويحققون درجة نجاح مع بعض الأشخاص الذين لديهم استعداد للتنويم , أو يقولون للمختبرين إنهم لا يملكون حساً للشم ثم تمرر زجاجة نشادر تحت أنوفهم , فإذا لم يقوموا بأي ارتكاس فإنهم يعتبرون سريعي الاستجابة للتنويم , أما إذا كشروا واستدارت أعناقهم , فلا يعتبرون كذلك .

وتتراوح الدرجات المعطاة في هذه الاختبارات بين صفر للأشخاص الذين لا يستجيبون لأي من الإيحاءات , ودرجة 12 لأولئك الذين ينجحون في جميعها , ويحصل معظم الأشخاص على درجات متوسطة يبن 5 و7 , ولا تقل الدرجة التي يحرزها 95 من الأشخاص عن الواحد .

هناك مبادئ أساسية يتفق الباحثون عليها , منها أن قابلية شخص ما للاستجابة للتنويم تبقى ثابتة بشكل لافت للنظر بعد سن البلوغ , وأن الاستجابة للتنويم يمكن أن تكون ذات مكون وراثي. وكذلك تبقى استجابة الشخص للتنويم ثابتة إلى حد ما مهما تكن خصائص المنوم ( ذكر أم أنثى) وعمره وخبرته لها تأثير ضعيف. وكذلك فإن نجاح التنويم المغناطيسي لا يعتمد على ما إذا كان الشخص المنوم محفزاً بشدة أو شديد الرغبة في ذلك , والشخص الشديد الاستجابة للتنويم ينوم بفعل تشكيلة منوعة من الشروط التجريبية خلافاً للشخص الأقل استجابة للتنويم , وذلك مهما كانت الجهود المبذولة لتحقيق ذلك .

وقد بينت عدة دراسات أن القابلية للتنويم المغناطيسي لا تتعلق بالصفات المميزة للشخص المنوم من سذاجة و هيستريا واعتلالات نفسية ووثوق بالنفس وعدوانية وخنوع وتخيل وإذعان , ولكن جرى إلى حد ما ربط هذه القابلية باستعداد الشخص للاستغراق في فعاليات معينة , مثل القراءة والإصغاء وأحلام اليقظة .

لا يسلك الأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي كآلات ذاتية الحركة , بل يكونون عوضاً عن ذلك حلالين إيجابيين للمشاكل يدمجون أفكارهم الثقافية والأخلاقية في سلوكهم أثناء بقائهم على أشد الاستجابية للتوقعات التي يعبر عنها المنوّم. ومع ذلك فإن الشخص المنوم لا يعيش السلوك الموحى إليه تنويمياً على أنه شيء بجهد منه , بل يحسبه على العكس تصرفاً نمطياً عفوياً . وغالباً ما يقول من جرى تنويمهم أشياء، مثل : " لقد صارت يدي ثقيلة ونزلت من ذاتها " أو " وجدت نفسي فجأة لا أشعر بالألم". ويعتقد العديد من الباحثين اليوم أن هذه الأنماط من الانفصالات هي لب التنويم المغناطيسي، ففي استجابة للإيحاء , يؤدي المنومون حركات من دون وعي ويخفقون في اكتشاف المنبه المؤلم بشدة وينسون بشكل مؤقت إحدى الحقائق المألوفة لديهم .

وباستخدام التنويم المغناطيسي استطاع العلماء إحداث هلوسات وأشكال من الإكراه وأنماط معينة من فقدان الذاكرة وإثارة ذاكريات زائفة وأوهام لدى المنومين .

لقد بينت الاختبارات وجود باحة ( منطقة ) في الدماغ تدعى القشرة الحزامية الأمامية تنشط أثناء الهلوسة للمفحوصين المتطوعين تماما بقدر ما تنشط لدى سماعهم الفعلي للمنبه. وعلى النقيض من ذلك لم تنشط حين تخيل المفحوصين ( دون أن ينوموا )أنهم يسمعون المنبه . فبطريقة ما خدع التنويم المغناطيسي هذه الباحة الدماغية , بحيث سجلت الصوت المهلوس على أنه صوت حقيقي .
وباستخدام التصوير pet , وجد العلماء أن التنويم المغناطيسي ( بالنسبة للشعور بالألم ) يقلل من نشاط القشرة الحزامية الأمامية ( المعروفة بكونها باحة معنية بالألم ) ولكنه لا يؤثر في نشاط القشرة الحسية الجسدية التي تجري فيها معالجة الإحساس بالألم. لكن على الرغم من هذه النتائج , فلاتزال الآليات الناظمة للتخلص من الشعور بالألم عن طريق التنويم المغناطيسي غير مفهومة جيداً .

التنويم المغناطيسي والذاكرة

التنويم المغناطيسي والذاكرة

ربما لم يثر التنويم المغناطيسي في إحدى نواحيه ما يفوق في ذلك موضوع " الذاكرة المستردة " .

لقد أقرت العلوم المعرفية بقدرة الناس المقبولة على تمييز ما إذا كانت حادثة ما قد جرت حقاً أو أنهم يتخيلوها فحسب . ولكننا في بعض الأحوال نتردد بشأن ذلك . فقد يصدف أن نعتقد ( أو نساق إلى الاعتقاد ) بأن شيئاً ما قد حدث لنا مع أن ذلك لم يحدث بالفعل . ويبدو أن إحدى الدلالات الرئيسية التي يستخدمها البشر للتمييز بين الحقيقة والخيال تتمثل في خبرة الجهد . فكما يبدو عند تكويد ( ترميز) ذاكرة ما , تقوم "بطاقة" بإشعارنا بمقدار الجهد الذي بذلناه : فإذا وسمت الحادثة بأنها تضمنت قدراً كبيراً من الجهد العقلي من جانبنا , فإننا نميل إلى تأويلها كشيء تخيلناه ولم يحدث لنا . أما إذا وسمت الحادثة بأنها تضمنت جهداً عقلياً قليلا نسبيا فإننا نميل إلى تأويلها كشيء حدث لنا فعلاً . وهناك العديد من الدراسات التي تؤيد صحة هذه النتيجة .

إقرأ أيضا: هل نحن نستخدم 10% من دماغنا فقط؟

وبالنسبة للتنويم المغناطيسي يمكن بسهولة جعل الأفراد المنومين يسردون روايات مفصلة ومثيرة عن الشهور الأولى لحياتهم مع أن تلك الأحداث لم تكن قد حدثت لهم بالفعل ومع أن البالغين ليس لديهم القدرة على تذكر طفولتهم المبكرة . وعلى نحو مماثل , فإن الأفراد من ذوي القابلية الكبيرة للتنويم يتصرفون بطريقة شبه طفولية إلى حد ما حين توجه إليهم إيحاءات بالعودة إلى طفولتهم , غالباً ما يكونون انفعاليين جداً وقد يصرون لاحقاً على أنهم بالفعل يعيشون طفولتهم مجدداً . ولكن الأبحاث تؤكد أن هذه الاستجابات ليست بحال من الأحوال استجابات طفولية بشكل موثوق , سواء في التحدث أو السلوك أو العاطفة أو الإدراك أو المفردات أو أنماط التفكير . وهذه التصرفات ليست طفولية أكثر من تصرفات الكبار كأطفال , و ليس هناك ما يدل على أن التنويم المغناطيس يتيح للمنوم أن يقفز على الطبيعة الأساسية لذاكرة الإنسان وقيودها . ولا يتيح التنويم المغناطيسي لأي شخص أن ينبش ذكريات مضت عليها عشرات السنين , أو أن يفسد أو يقلب سجل التنامي البشري .

لقد اعتبر أن للتنويم المغناطيسي قدرة فعالة على تخفيف آلام السرطان والآلام الحادة للحروق والآلام التي يعاني منها الأطفال أثناء " رشف" نقي العظام والآلام التي تعاني منها النساء أثناء المخاض. وفي تجربة ظهر إن الإيحاءات التنويمية استطاعت أن تخفف آلام لدى 75 في المئة من الذين عولجوا بالتنويم المغناطيسي. ويمكن أن تتفوق فعالية التنويم المغناطيسي على العلاج النفسي في بعض الحالات. وإن المدمنين على المخدرات وكذلك الكحوليين لا يستجيبون جيداً للتنويم المغناطيسي .


إذا كان التنويم المغناطيسي صحيح فإن كل منا يسعى لتنويم الآخر عندما يوحي إليه بأن أفكاره ومعارفه وقيميه هي الأفضل. إن استعمال اللغة هو طريقة الدخول إلى عقل الآخر والتأثير على هذا العقل. إننا نستطيع إدخال أفكار وتصورات وأوامر إلى عقل الآخر عن طريق اللغة. إن هذه المخلات مهما كانت طبيعتها تفرض تأثيراتها على هذا العقل , فهو مجبر على التعامل معها ومعالجتها والقيام باستجابات لها , وهذا يمكننا من التأثير على هذا العقل والتحكم في الكثير من استجاباته وبالتالي تصرفاته .

إن هذه الظاهرة أو هذه القدرة التي تملكها اللغة كان يستخدمها الإنسان منذ القديم عندما أدرك فاعليتها وجدواها. وكل منا لاحظ تأثير اللغة على الآخرين وخلق الإيحاءات والاستجابات لديهم وبالتالي التحكم بتصرفاتهم , وذلك عن طريق التكلم معهم بأسلوب وطريقة مناسبة. وقد كان للقصص أو الحكايا و للخطابة والأمثال والشعر ( والآن الإعلام ) تأثيرهم , وكانت الخطابة أشد تأثيراً لأنها كانت تستغل ظاهرة القطيع (أو الجمهرة ) التي تعتمد على المحاكاة والتقليد الغريزي للآخرين , وكلنا لاحظنا " هتلر" وغيره كيف كانوا يفرضون أفكارهم ودوافعهم وأهدافهم على الآخرين بواسطة الخطابة .

وتأثير الإيحاء يمكن أن يكون ذاتي , " يكذب كذبة ويصدقها " مثل جحا عندما قال للأولاد الذين يضايقونه : أن هناك وليمة في المكان الفلاني فركض الأولاد إلى هناك , وعندما فكر حجا بما قال , وجد أنه ربما يكون هناك فعلاً وليمة فركض خلفهم . والوسوسة والتردد والتوهم . ., هم ناتج تأثير أفكار وإيحاءات دخلت الدماغ وأعطت تأثيراتها .

ولكن من ينوّم من ؟

ولكن من ينوّم من ؟ 

إن الإيحاءات تشمل كافة مناحي حياتنا الثقافة والفكرية , والإيحاء هو أساس التنويم المغناطيسي. فنحن نوحي لبعضنا بالأفكار والمفاهيم والقيم التي نعتمدها ونؤمن بها , وهذا بمثابة تنويم مغناطيسي نقوم به فنؤثر به على الآخرين وندفعهم لتبني أفكارنا وقيمنا وثقافتنا , وكذلك لتنفيذ أهدافنا ورغباتنا. وكافة أشكال الإعلام هي إيحاءات فكرية وثقافية , أي هي نوع من التنويم المغناطيسي .

فمفهوم غسيل المخ أو برمجة العقول , والذي يستخدم في نشر الثقافات والعقائد والمبادئ . . . وبالتالي دفع الناس لتبني أهداف ودوافع وغايات معينة , وذلك عن طريق الإيحاءات باستخدام كافة أشكال الإعلام , هو أيضاً شكل من أشكال التنويم المغناطيسي. وهذا أدركه الإنسان منذ قديم الزمان ( ودون أن يعرفه بشكل واضح ) وهو يستخدمه دوما وبفاعلية كبيرة .

فالمتحكم فينا " أو الذي ينومنا ويتحكم بغالبية تصرفاتنا " : هو الأفكار المنتشرة في العقول وبالذات التي تنشرها وسائل الإعلام , فهي التي تنومنا وتفرض علينا قوها وتأثيراتها , وبالتالي تفرض علينا غالبية استجاباتنا وتصرفاتنا , أي " المؤثر الأكبر فينا " ليس الأشخاص والمؤسسات والحكومات , بل الأفكار والعقائد .. التي يقوم بنشرها الإعلام. سوف يقول الكثيرون أن الدوافع والغايات هي الأساس , وليس الأفكار والثقافة التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه لأنها هي التي ستخدم تأثيرات الأفكار والإيحاءات والإعلام لتحقق نفسها .

إن هذا الوقع فعلاً , ولكن الغالبية العظمى من هذه الدوافع والغايات صنعتها الأفكار والثقافة والعقائد المنتشرة في المجتمع . فالأفكار والعقائد والمبادئ التي يتبناها كل منا ( أي التي دخلت عقله وتوضعت فيه ) , أعطاها له الآخرين فصار ملزم بخدمتها وتنفيذ مضمونها حتى وإن تعارضت مع أقوى الدوافع البيولوجية مثل المحافظة على الذات , فهو يضحي بنفسه من أجل الأفكار التي تبناها.

لنعد إلى سؤال من ينوم من ؟

إننا نرى في النهاية أن المنومون الأساسيين أو المتحكمون فينا , هم مبدعين وخالقين هذه الأفكار. فجلجامش وحمورابي وهوميروس وسقراط وأفلاطون وأرسطو وموسى وعيسى وبوذا و كونفوشيوس وزراتشت وابن عربي وابن رشد وكانت وهيوم وماركس وفرويد وأينشتاين . . . والألاف غيرهم , فهم الذين خلقوا الأفكار وزرعوها في باقي العقول .

بقلم نبيل حاجي نائف

نوم نفسك مغناطيسيا

نوم نفسك مغناطيسيا

عند التفكير بالتنويم المغناطيسي، تتبادر صورتان إلى الذهن غالبًا.

الأولى من فيلم B-grade حيث يظهر طبيب منوم مغناطيسيا وغالبًا ما يكون مختًلا – وتتدلى ساعة الجيب من يده أمام وجه الضحية
البريئة.

أما الصورة الثانية فهي صورة منوم مغناطيسي على خشية المسرح مع بعض من المتطوعين من الجمهور الذين يجعلهم إما يرقصون مع المكانس أو يصدرون أصواتًا كأصوات الدجاج...

لحسن الحظ كلا الصورتين ليستا دقيقتين. في الواقع، إن التنويم المغناطيسي أقل غموضًا وأكثر اعتيادًا مما قد يتصور البعض. التنويم المغناطيسي آمن للغاية ولكن الأهم من ذلك أنه وسيلة فعالة جدًا للمساعدة على الاسترخاء والتعامل مع الضغوط.

ربما ليست هنالك تقنية نفسية لتقليل الضغط النفسي يساء فهمها كالتنويم المغناطيسي. ألق نظرة على مايلي:

  • أنت لست نائمًا
  • أنت لست غير واع
  • لن تفقد السيطرة لأي شخص آخر
  • لن تفعل أي شيء لا تريد فعله
التنويم المغناطيسي هو مجرد آلية لزيادة التركيز

فالتنويم المغناطيسي هو مجرد آلية لزيادة التركيز مما يجعلك أكثر وعيًا ويسمح لك أن تكون أكثر تقبًلا للاقتراحات التي تلقى إليك.
ولكي يكون التنويم المغناطيسي أكثر فعالية بالنسبة لك عليك أن لا تحارب هذه العملية، وأن تقتنع بها، فإن بقيت مشككًا بها لن يحدث
أي شيء على الإطلاق.

مفاجأة... لقد تم تنويمك مغناطيسيًا بالفعل قد لا تدرك ذلك، ولكنك قد تكون قد نومت عدة مرات من قبل، على سبيل المثال:

  • كنت تقود سيارتك على الطريق السريع، وفجأة تشعر أنك لم تكن تنتبه إلى الطريق في الدقائق الماضية!
  • تغادر قاعة السنما أو المسرح، وكل تركيزك على العرض دون أن يكون لديك أية فكرة عن الذي كان يجلس بجوارك أو ما يجري حولك.
  • الشرود وأحلام اليقظة كذلك قوة الغيبوبة (الغشية)


عندما تكون في تلك الغيبوبة، كنت في حالة عقلية أخرى، فما زلت مستيقظًا ومسيطرًا ولكن انتباهك أضيق ومركز على شيء معين
بشكل لا يصدق. في هذه الحالة النفسية، كنت أكثر تقبًلا للاقتراحات التي تقدمها، أو يقدمها لك المنوم المغناطيسي.

كيف تصل إلى هذه الحالة ؟؟
يمكن تحفيز حالة الغيبوبة تلك بطرق عديدة... فيما يلي بعض التقنيات البسيطة للحد من التوتر والإجهاد:


1- جد مكانًا هادئًا في غرفة خافتة الإضاءة حيث لن يقاطعك فيها أي أحد... استرخ قدر الإمكان، وإذا رغبت اخلع حذاءك وفك ملابسك الضيقة.

2- ركز على شيء موجود داخل الغرفة، قد يكون أي شيء كلطخة على الجدار، أو زاوية من صورة معينة... لكن من المهم أن يكون على خط نظرك بحيث لا تسبب جهدًا للعينين.

3- انظر إلى هذه النقطة بهدوء وقل لنفسك... "إن أجفاني تصبح أثقل فأثقل، أجفاني تشعر كمان لو أن عليها أثقالا تسحبهم، وهي ثقيلة لدرجة أنها ستغلقهم" وكرر ذلك كل 30 ثانية تقريبًا.


4- ركز على جفونك، فقريبًا ستشعر بالفعل أن جفونك تصبح أثقل، اشعر بثقلها ولا تقاوم هذا الشعور، اترك عينيك تغمضان عندما تشعر أنهما تريدان ذلك.

5- عندما تغلق عينيك، خذ نفسًا عميقًا من أنفك، واحبس النفس لعشر ثوان.

6- وببطء أخرج النفس من خلال الشفتين مصدرًا صوت الصعداء الخفيف.. وبنفس الوقت اسمح لفكك أن يفتح واشعر بموجة من
الدفء تنتشر من أعلى رأسك إلى أسفل جسمك حتى أصابع قدميك.

استمر بعملية التنفس تلك ببطء وسلاسة، وفكر بالصمت والاسترخاء.

التعمق يزيد من شعورك بالإسترخائك

التعمق أكثر ..

بعد أن حفزت غيبوبة بسيطة، أنت مستعد للانتقال إلى الخطوة التالية:

1- خذ نفسًا عميقًا واحبسه لعشر ثوان، أخرجه ببطء من فمك وأنت تقول "أعمق وأعمق" لنفسك. استمر بالعملية لعدة مرات أخرى وأنت تقول ذلك.

2- تخيل أنك تنزل في مصعد ينزل ببطء ويأخذك إلى حالة من الاسترخاء.

3- وأنت تنزل، عد بشكل عكسي مع كل زفير من العشرة إلى الواحد. عندما تصل إلى الطابق السفلي بالمصعد، تخيل أنك تخطو إلى مصعد آخر سيهبط من جديد... وسيأخذك إلى مرحلة أعمق، وأعد العملية مجددًا.

4- استمر في تعميق هذه الغيبوبة حتى تشعر أنك وصلت إلى المستوى المريح من الاسترخاء.


الخروج من الغيبوبة

حسنًا، أنت الآن في الغيبوبة، وأنت تشعر بالاسترخاء فعًلا، ويمكنك الاختيار بين أن تبقى في هذه الحالة وأن تستمتع بفوائد الاسترخاء والهدوء. ويمكنك أيضًا أن تقدم لنفسك اقتراحًا بإنهاء هذه الحالة كأن تقول: " عندما أصل إلى الاسترخاء، سأفتح عيني وسأشعر أنني صاٍح ومنتعش جدًا" وبينما أن تعد مجددًا، لاحظ عيونك وهي تبدأ بذلك.

لمزيد من المعلومات يمكنك الاستفسار من منوم مغناطيسي والذي يمكنه أن يريك كيفية استخدام التنويم المغناطيسي الذاتي لتحقيق
فوائد الاسترخاء. وقد أظهرت عملية التنويم المغناطيسي آثارًا فعالة للأشخاص للعلاج من الأرق والتدخين والإفراط في الطعام ومشاكل سلوكية أخرى.

المصدر هنا

التنويم المغناطيسي : حقيقة علمية أسيء استعمالها!

التنويم المغناطيسي : حقيقة علمية أسيء استعمالها!

قبل أن يشهد العالم عصر الذرة وعصر الفضاء ، شهد عصر التنويم المغناطسيي حين بلغ الاهتمام بتلك الظاهرة أبعد مدى ، ثم عاد وقلص أمام مشاغل علماء العصر، واهتماماتهم التطبيقية العملية، ولم يعد سبر أعماق الإنسان وأسرار النفس البشرية موضة شائعة ..
ولكن، هل نفض العلم يديه من التنويم المغناطيسي وترك تلك الظاهرة العجيبة ألعوبة في أيدي الدجالين والمشعوذين؟ وهل التنويم مجرد نمرة ناجحة في ملهى ليلي، أم أنه ظاهرة إنسانية فريدة تستحق التأمل والتفهم لا مجرد الدهشة والخوف؟ لا بد لي من الاعتراف بأن ذلك كله يثير فضولي الجائع إلى المعرفة

في مفهوم العلماء …
في اليونان, وجدت ألواح حجرية أثرية، عليها نقوش تدل على استعمال التنويم في التداوي منذ أقدم العصور، وتعود تلك الألواح بتاريخها إلى ما قبل 3000 سنة. وفي مختلف حضارات العالم القديم، نجد أثاراً ووثائق، تؤكد أنهم عرفوا تلك الظاهرة الغامضة الخارقة المدعوة بالتنويم، وأصل كلمة التنويم ” هيبنوسز” أغريقي ومعناها: النوم. ولكن التنويم ليس ببساطة “حالة النوم، وقد أدرك العالم “بريد” قصور تعبيره هذا وحاول تعديله لكن الآوان قد فات، والخطأ قد شاع. وهنالك اسم أخر لحالة النوم المغناطيسي هو “المسمرية ” نسبة إلى الدكتور مسمر، الذي يعتبر أول من عاد فالقى الضوء في أواخر القرن الثامن عشر على هذه الظاهرة. فقد كان يداوي مرضاه بوسائل جعلت البعض يعتبرونه قديساً. واهتم بريد فرويد ولييوتسن وكاركوت وغيرهم من العلماء الكبار بهذه الظاهرة، وبعد أعوام طويلة من الأبحاث، أقر المجمع الطبي البريطاني (1955) بإجماع على وجود التنويم كوسيلة هامة من وسائل العلاج النفسي. إذاً هنالك اليوم إجماع على وجود التنويم كظاهرة حقيقية، ولكن الخلاف هو على تعريفه وعلى تحديد مفهوم له، الكل يعرف آثار التنويم، لكن أحداً لا يعرف لماذا وكيف يحدث.

ثبت بالدليل القاطع، أن للتنويم نتائج مذهلة

نتائج مذهلة ..
ثبت بالدليل القاطع، أن للتنويم نتائج مذهلة، من الممكن مثلاً تنويم شخص ما، واصدار الأمر إليه بعدم الاحساس بالالم، وهكذا يمكن أن تجري له عملية جراحية من دون تخدير ومن دون أن يشعر بالالم.

وإذا أعطى النائم مغناطيساً أمراً بأن يصاب بالصمم فلا يسمع، فالغريب أنه فعلاً يكف عن السمع! وقد أجريت تجربة عجيبة في هذا المجال عندما نوموا شخصاً نوماً عميقاً وأمروه ( بالطرش)، وأطلقوا رصاصة، فلم تتبدل دقات قلبه أو نبضه. وأطلقوا الرصاصة نفسها بعد إيقاظه، وأذهلهم تبدل نبضه، ودقات قلبه حين سمعها.

وإذا أعطى النائم أمراً بأن لا يرى شخصاً معيناً موجوداً في الغرفة فانه ببساطة لا يراه، وإذا قيل له بأن كلباً شرساً يطارده، فانه سيرى كلباً له المواصفات التي ذكرها منومه. وسوف يركض ذعراً هارباً من الكلب الموهوم، وإذا قيل له أن قطة تجلس إلى جانبه فسوف يربت على الفراغ بحنان، كما لو كانت قطة فعلية تجلس إلى جانبه وإذا قيل له أمامك صديقك “فلان” مثلاً فسوف يتوهم أنه أمامه وسيراه وسيخاطبه، وإذا حقن بالماء وقال له المنوم أنهم حقنوه بالمورفين، فسوف تبدو على جسده كل الأعراض التي يسببها الحقن بالمورفين! بل أنه يمكن لمنوم مغناطيسي أن يقتل شخصاً مريضاً بالقلب إذا نومه، ثم أوهمه أنه معلق بحبل على حافة جبل، وأن قواه تخور، وأن الحبل انقطع وها هو يسقط …إذ يصيب النائم الذعر ذاته كما لو أن ذلك قد حدث فعلاً، مما يمكن أن يسبب له نوبة قلبية تودي بحياته!، ويمكن عن طريق التنويم أمر شخص ما بالعودة إلى طفولته، وتذكر وقائع منسية تماماً لدى عقله الواعي، محفوظة في دهاليز العقل الباطن السرية الغامضة. كما يمكن بواسطة التنويم دفع رجل مشلول إلى تحريك عضوه المشلول ( شرط أن يكون سبب الشلل نفسانياً )


هل تنويم جميع الناس ممكن؟

من يخاف من  التنويم؟
هل تنويم جميع الناس ممكن؟ لا، أثبتت التجارب أن ثلت البشر أو ربعهم يمكن تنويهم نوماً عميقاً، أي أن شخصاً من ثلاثة أو اربعة أشخاص ينام جيداً.

من الذي ينام؟ خلافاً للاعتقاد الشائع بأن الذين ينامون هم ذوو شخصية خضوعية، أو أقل ذكاء من المتوسط، ثبت أنه لا علاقة للنوم بالعمر أو الثقافة أو السن أو الجنس، وحتى اليوم لا نعرف لماذا ينام شخص ولا ينام أخر ّ ومن الممكن تنويم شخص من دون أن يعرف ذلك، كأن يقال له بأنهم في صدد اجراء جلسة استرخاء له. وليس التحديق في عيني المنوم ضرورياً، والدليل أن تنويم العميان ممكن. ويمكن أيضاً التنويم الجماعي بواسطة التلفزيون، فقد قامت أحدى محطات البث في أمريكا بذلك، ونومت المتفرجين جماعياً، وكانت النتيجة صدور مرسوم عام 1920 في أمريكا يحرم التنويم المغناطيسي بالتلفزيون والاذاعة، ويسمح بهما فقط ضمن أطار المسرحيات شرط أن يكون التنويم جزءاً من المسرح.

أخيراً..بينما التنويم المغناطيسي يشهد انتكاسته كعلم، وازدهاره كشعوذة واستعراض مسرحي ( ككل الاشياء الإنسانية في عصرنا )، تضل هنالك حقيقة لا مفر منها وهي أن التنويم حقيقة غامضة، وسر من أسرار الإنسان، ذلك الكنز اللامتناهي ..

التنويم بالإيحاء من أقوى التقنيات العلاجية في وقتنا الحاضر. تعلم معنا طرق وتقنيات إتقانه

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :




مجلة التنويم بالعربي - العدد الثاني

«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكم...

إشترك على صفحتنا

المواضيع الأكثر قراءة