باقى من الوقت

غسيل الدماغ واقعة حقيقية

غسيل الدماغ واقعة حقيقية

كلنا سمعنا بغسيل الدماغ , فهو تغيير أفكار ومبادئ وعقائد وقيم الشخص , ووضع أفكار وقيم جديدة مختلفة عن التي كانت موجودة لديه .

كيف يحدث هذا وما هي الآليات والعمليات التي يجري استعمالها لتحقيق ذلك ؟

يجب أن نعرف أولاً كيف يكتسب الإنسان الأفكار والقيم والعقائد ( أو الثقافة ) أي كيف يبرمج دماغه أو عقله. إن دماغ أو عقل الإنسان مجهز فزيولوجياً وعصبياً وفكرياً , وبشكل موروث بيولوجياً بقدرات على اكتساب الأفكار والمعاني. ونتيجة اللغة المتطورة المحكية يكتسب أو يتعلم التصرفات والأفكار والقيم من أفراد الجماعة التي ولد ضمنها .

فهو يكتسب من أمه لغتها وكافة التصرفات والأفكار والتقييمات الأساسية التي اكتسبتها هي من أمها , و يتابع اكتسبه من باقي أفراد أسرته وعشيرته , وبذلك يكون اكتسب دماغه أو برمجه بالأفكار والثقافة الموجودة لدى جماعته ( أي يبرمج عقله عن طريق التوريث الاجتماعي وليس البيولوجي ) .

ويتم اعتماد ما اكتسبه دماغه في كافة تصرفاته , وبهذا تنتقل الأفكار والثقافة عبر الأجيال. ولكن كانت تحدث في كل فترة قفزة تغيير في الأفكار المنقولة نتيجة ظهور أحد المفكرين الذي ينتج عقله أفكار جديدة أو يعدل أو يطور بعض الأفكار الموجودة , ويملك في نفس الوقت القدرة ( كأن يكون رئيس الجماعة أو ذو شخصية قادرة . . . الخ ) على نشر أفكاره في عقول جماعته .

غسيل الدماغ يتم طرف من لهم سلطة عليا في حياتنا

هذا الرجل كان أول من استعمل طريقة غسل الدماغ , وهو الذي نجح في أن يبدل أو يطور جزء من الثقافة التي تتوارثها جماعته. أما الآن فغسيل الأدمغة أصبح يعتمد على المنجزات التي تحققت في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الدماغ وما تحقق في مجال التواصل والاتصالات إن كانت سمعية أو مقروءة أو مرئية , وتم الاستفادة من ما تم التوصل أليه في مجال الإيحاء والتنويم المغناطيسي , وتأثير التكرار وتأثير ظاهرة الجمهرة. فصار غسيل الدماغ يحدث في كافة المجالات وعلى كافة المستويات إن كان مستوى الفرد أو مستوى المجموعة أو مستوى الشعب بالكامل .

وطرق غسل الدماغ تنجح بسهولة عندما تطبق على الشبان الصغار فالكبار غالباً يصعب غسل دماغهم , فغسل الدماغ لا يمكن أن يتم بسهولة لدى الكبار , فهو يحتاج إلى وقت , ويمكن تقليل هذا الوقت باستعمال الكثير من الأساليب التي ثبتت صلاحيتها , مثل استخدام الأحاسيس النفسية والجسمية والمشاعر والعواطف القوية إن كانت مؤلمة أو مفرحة ولذيذة , واستعمال الإقناع الفكري , والترغيب والترهيب ولفترة طويلة , بشكل تجبر أغلب الأشخاص على تغيير أفكارهم ومبادئهم وعقائدهم. ومعالجة الأمراض النفسية بالتحليل النفسي يمكن اعتباره نوع من غسيل الدماغ .

ويمكن أن يتم غسل أدمغة الأفراد والجماعات دون أن يدوروا أن ذلك جرى لهم

ويمكن أن يتم غسل أدمغة الأفراد والجماعات دون أن يدوروا أن ذلك جرى لهم , وهذا يتم عن طريق الإعلام بكافة أنواعه وأشكاله المسموعة والمقروءة والمرئية صحف ومجلات وكتب وإذاعات ومحطات تلفزيون ودور عبادة ... , وبواسطة أجهزة التعليم بكافة أشكالها. وهذه الوسائل أصبحت تملكها وتتحكم بها الدول والمؤسسات الكبيرة فهي الآن تقوم بغسل أدمغة غالبية الأفراد ووضع الأفكار والدوافع .... التي تريد .

يقول هربرت . أ . شيللر في كتابه المتلاعبون بالعقول :
تكتيكان يشكلان الوعي، تستخدم الأساطير بكافة أشكالها القديمة والحديثة من أجل السيطرة على الأفراد , وعندما يتم إدخالهم على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي , وهو ما يحدث بالفعل من خلال أجهزة الثقافة والإعلام , فإن قوة تأثيرها تتضاعف من حيث أن الأفراد يظلون غير واعين بأنه قد تم تضليلهم .

ويقول جورج جيبرنر :

إن بنية الثقافة الشعبية التي تربط عناصر الوجود بعضها ببعض , وتشكل الوعي العام بما هو كائن , بما هو هام , وهو حق , وما هو مرتبط بأي شيء آخر , هذه البنية أصبحت في الوقت الحاضر منتجاً يتم تصنيعه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا مسبقا على إبداء رأيك ونشره في التعليقات
وشكرا أيضا على مشاركتك الموضوع مع أصدقائك

التنويم بالإيحاء من أقوى التقنيات العلاجية في وقتنا الحاضر. تعلم معنا طرق وتقنيات إتقانه

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :




مجلة التنويم بالعربي - العدد الثاني

«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكم...

إشترك على صفحتنا

المواضيع الأكثر قراءة