باقى من الوقت

8 خرافات في التنويم المغناطيسي - جيريمي دين

8 خرافات في التنويم المغناطيسي - جيريمي دين

هل الشخص الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي ضعيف العقل ومسلوب الإرادة الذهنية ولا يستطيع الكذب، أم أنه ربما يكون نائمًا وحسب؟

صحيحٌ أن التنويم المغناطيسي يمكنه تحقيق كل أنواع التأثيرات المذهلة؛ فمن بين أشياء أخرى، يتعرض الإنسان الواقع تحت تأثير التنويم إلى:


  • هلاوس بصرية أو سمعية.
  • تحريك الجسد عن غير قصد.
  • الشعور بألم أقل.


ولكن كثيرًا من اعتقادات الناس حول التنويم المغناطيسي محض هراء. وإليك الآن ثماني خرافات شائعة للغاية عن التنويم المغناطيسي:

ضعاف العقول هم الفريسة الوحيدة للتنويم المغناطيسي

الخرافة الأولى: ضعاف العقول هم الفريسة الوحيدة للتنويم المغناطيسي

هذا ليس صحيحًا، بل العكس بالعكس على الأرجح. فكلما كان ذكاؤك أشد وتحكمك في نفسك أقوى، كان تنويمك مغناطيسيًّا أسهل.

يرجع ذلك إلى أن دخول حالة الغيبة التنويمية يتعلق بمسألة التركيز؛ لذا يلاقي الأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الصحة الذهنية صعوبة في الدخول فيها.

مع ذلك، لا تعني صعوبة الدخول في حالة الغيبة التنويمية أنك تعاني من أي مشكلة؛ فالأشخاص يختلفون بطبيعة الحال في مدى قابليتهم للوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي. ولقد أوضحت الدراسات أن قرابة ٣٠ بالمائة من الأشخاص يقاومون نسبيًّا الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي، مع أنه يمكن الدخول في هذه الحالة عادةً في النهاية ببذل بعض الجهد.

الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي مسلوب الإرادة

الخرافة الثانية: الواقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي مسلوب الإرادة

وهذا أيضًا اعتقاد خاطئ؛ فمن الصعب جعل الأشخاص الواقعين تحت تأثير التنويم المغناطيسي يفعلون أشياء لا يفعلونها بصورة طبيعية. فبينما يقع الأشخاص تحت هذا التأثير، يظلون متوافقين مع أخلاقياتهم ومعاييرهم السلوكية الطبيعية.

مع ذلك، فإنه من الممكن تقليل درجة تقييد إرادة الأشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي، وسوف يصبحون أكثر استعدادًا لتقبل الإيحاءات.

ويعتمد من يُقدِّمون عروض التنويم المغناطيسي المسرحية على هذه القابلية الشديدة للإيحاءات، مع اختيار شخص من النوع الذي — دعنا نقل — لا يمانع في جذب بعض الانتباه إليه. وهكذا يجعل الأشخاص يبطبطون مثل البط ويفعلون أمورًا أخرى.

ألا يعلم كل منا شخصًا لديه استعداد لتقليد صوت البطة، إذا كان ذلك يعني التفات الجميع إليه؟!

التنويم المغناطيسي هو حالة من النوم

الخرافة الثالثة: التنويم المغناطيسي هو حالة من النوم

نعم هذا صحيح. «يبدو» الأشخاص كأنهم نائمون عندما يُنوَّمون مغناطيسيًّا؛ لأن أعينهم تكون مغلقة وتعمهم حالة من الهدوء، ولكنهم لا يكونون نائمين؛ فموجات مخ الشخص المنوَّم مغناطيسيًّا لا تشبه موجات مخ الشخص النائم على الإطلاق.

وفي الواقع، تُعَد الغيبة التنويمية حالة من التركيز الشديد، وتوضح مستويات موجات ألفا العالية في مخطط كهربية الدماغ أن الشخص المنوَّم مغناطيسيًّا مستيقظ، ومنتبه، ويتمتع باستجابة عالية.

شُفِيتُ في جلسة واحدة!

الخرافة الرابعة: شُفِيتُ في جلسة واحدة!

هناك بعض الادعاءات الصارخة حول التنويم المغناطيسي — على الرغم من أنها عادةً لا تصدر عن المعالجين بالتنويم المغناطيسي أنفسهم — ويعود أصل هذه الادعاءات إلى عروض التنويم المغناطيسي المسرحية، وكذلك لكل أنواع المُروِّجين لها.

وبالطبع يكرر الأشخاص باستمرار ادعاءاتٍ بأنهم شُفُوا خلال جلسة واحدة فقط من العلاج بالتنويم المغناطيسي؛ لأنها تمثل قصة جيدة. فمَن منا يرغب في سماع قصةٍ حول الكيفية التي استغرق إقلاعك عن التدخين بها عقدًا من الزمن وثلاث حالات طلاق و١٩٤٢٣ رقعة نيكوتين؟

الحقيقة هي أنه لا يُشفَى أحد تقريبًا بعد جلسة واحدة، هذا إذا شُفِي من الأساس عن طريق التنويم المغناطيسي. وعادةً ما يصر المعالجون بالتنويم المغناطيسي على أن يحضر المرضى ست جلسات، أو أحيانًا عشرين جلسة. وهذا ليس استغلالًا صِرفًا، وإنما التغيير يستغرق وقتًا.

وحتى حينها، غالبًا ما يُستخدَم العلاج بالتنويم المغناطيسي كعلاج إضافي إلى جانب نوع آخر من المعالجة، ولا يُعتبَر طريقة العلاج الرئيسية.

البهرجة والغرابة من الضرورات في مظهر المنوِّم المغناطيسي

الخرافة الخامسة: البهرجة والغرابة من الضرورات في مظهر المنوِّم المغناطيسي

المنوِّم المغناطيسي الذي يظهر في التلفزيون هو فقط مَن يجب أن يكون مبهرج المظهر أو غريب الشكل.

ففي الواقع، سيَتَشَتَّتُ التركيز إذا كانت عَيْنَا الشخصِ الذي يحاول تنويمَك مغناطيسيَّا تدوران في محجريهما، وهو يواصل حديثه عن السحر الأسود ويرتدي ربطة عنق صارخة الألوان.

أما المنوم المغناطيسي العادي فسيرتدي على الأرجح سترة رمادية.

استخدام التنويم المغناطيسي لاسترجاع الذكريات البعيدة

الخرافة السادسة: استخدام التنويم المغناطيسي لاسترجاع الذكريات البعيدة

إذا كنت تصدق هذه الخرافة، فلست وحدك؛ فهناك كثيرون غيرك يصدقونها. فيعتقد عدد كبير من العامة أن هذه حقيقة، كما يعتقد ذلك بعض الأطباء النفسيين وكثير من المعالجين بالتنويم المغناطيسي.

إلا أن معظم الأشخاص الذين لديهم معرفة بهذا الأمر في الوقت الحاضر يرون أن الغيبة التنويمية ليست ملائمة كثيرًا لاستعادة الذكريات بدقة. بل الأسوأ من ذلك أنه بإمكان المنوِّم المغناطيسي زرعَ ذكريات زائفة بسهولة؛ لأن الأشخاص الذين يكونون في حالة الغيبة التنويمية يقبلون الإيحاءات بسهولة.

إن المشاهد السينمائية التي يساعد فيها المنوم المغناطيسي الضحية على رؤية وجه القاتل هي مشاهد هوليوودية خالصة، ممتعة ولكنها محض خيال.

الكذب محظور تحت تأثير التنويم المغناطيسي

الخرافة السابعة: الكذب محظور تحت تأثير التنويم المغناطيسي

بلى، يمكنك الكذب! فالتنويم المغناطيسي ليس حالة سحرية لا يمكنك خلالها سوى قول الحقيقة. وهذا الأمر نتيجة طبيعية حيث إنك لا تكون مسلوب الإرادة عندما تقع تحت تأثير التنويم المغناطيسي وتظل ملَكَاتك الأخلاقية — وغير الأخلاقية — العادية نشطة.

إن الكذب ليس ممكنًا فحسب تحت تأثير التنويم المغناطيسي، بل إنه لا يمكن اكتشافه بالضرورة تحت تأثير التنويم أكثر من اكتشافه في الحالة الطبيعية (شيهام آند ستاثام، ١٩٨٨).

لم أتعرض للتنويم المغناطيسي من قبل

الخرافة الثامنة: لم أتعرض للتنويم المغناطيسي من قبل

يعتقد كثير من الأشخاص أنهم لم يتعرضوا للتنويم المغناطيسي على الإطلاق؛ لأنهم لم يذهبوا من قبل إلى معالج بالتنويم المغناطيسي. وفي الواقع، مرَّ معظمنا بحالة خفيفة على الأقل من التنويم المغناطيسي.

على سبيل المثال، عندما تقود سيارتك مسافة طويلة وتبدأ في الشعور بالانفصال عن جسدك وسيارتك، فهذه حالة خفيفة من التنويم المغناطيسي. وحينها يتدبر عقلك الباطن أمر الجوانب الميكانيكية للقيادة كلها، بينما يصبح عقلك الواعي حرًّا في الشرود.

وإذا مارست التأمل من قبل، تكون قد نوَّمت نفسك مغناطيسيًّا؛ فالتأمل هو حقًّا نوع خاص من التنويم المغناطيسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا مسبقا على إبداء رأيك ونشره في التعليقات
وشكرا أيضا على مشاركتك الموضوع مع أصدقائك

التنويم بالإيحاء من أقوى التقنيات العلاجية في وقتنا الحاضر. تعلم معنا طرق وتقنيات إتقانه

عن المدون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة

  • عدد المواضيع :

  • عدد التعليقات :

  • عدد المشاهدات :




مجلة التنويم بالعربي - العدد الثاني

«إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ» الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكم...

إشترك على صفحتنا

المواضيع الأكثر قراءة